اصدر عملاء المخابرات الايرانية في مقاطعة خوزستان تعليمات الى عشرة مسيحيين من خلفية اسلامية، والذين تمت تبرئتهم بالمحكمة من جميع التهم، بالمشاركة في فصول اعادة التثقيف التي يقودها رجال دين اسلاميين.
وأخبر عملاء فيلق الحرس الثوري الاسلامي المسيحيين العشرة بمن فيهم ثمانية اشخاص تم تبرئتهم في شهر نوفمبر الماضي من أي جريمة في محكمة في دزفول، أنه يتعين عليهم حضور 10 جلسات مع رجال دين اسلاميين ”لارشادهم مرة اخرى الى المسار الصحيح“.
وكان الحرس الثوري الايراني قد استدعى المزيد من المتحولين الى المسيحية ولكنهم لم يظهروا، ولهذا تم استدعائهم ثانية وسؤالهم عن سبب عدم ظهورهم.
وكان الحرس الجمهوري الايراني قد القى القبض على اربعة من العابرين الى المسيح في مدينة دزفول في ابريل الماضي واتهمهم بـ ”الدعاية ضد الجمهورية الاسلامية“ لأنهم شاركوا في كنيسة منزلية. ووفقا لتقرير سابق، فقد استدعى الحرس الثوري ايضا معتنقي المسيحية الاخرين للاستجواب. وقد تم مصادرة ممتلكات شخصية للمعتقلين الاربعة لمدة ستة أشهر تقريبا، بما في ذلك الأجهزة الضرورية لدراسة اطفالهم مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
وتقول منظمة القلق المسيحي الدولي، وهي منظمة غير حكومية وغير حزبية، مقرها واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الامريكية، تراقب اضطهاد المسيحيين من حول العالم، أن فصول ”اعادة التعليم الاسلامي الالزامية تتعارض بشكل مباشر مع أحكام المحكمة المدنية والثورية في دزفول التي قالت ان المجموعة تحولت فقط الى دين مختلف“.
وأشارت المحكمة الجنائية الدولية في بيان لها الى ان هذه الردة يمكن ان يعاقب عليها قانون الشريعة الاسلامية، لكنها غير مجرمة في قوانين ايران.
وفي عام 2021 كان الحرس الثوري الايراني مسؤولا عن 12 من 38 واقعة موثقة لاعتقال مسيحيين أو مداهمة منازلهم وكنائسهم.
ويعتبر التحول الى المسيحية في ايران أمرا خطيرا ويعرض المتحول الى خطر الاضطهاد من قبل الحكومة بشكل خاص، وبدرجة اقل خطورة من قبل المجتمع وعائلاتهم، بحسب ما ذكرت وكالة الابواب المفتوحة الامريكية في تقريرها عن الحقائق في ايران.
وتعتبر الجمهورية الايرانية نمو الكنيسة داخلها هو محاولة من جانب الدول الغربية لتقويض الاسلام والنظام الاسلامي في ايران. ولهذا غالبا ما يتم مداهمات مجموعات المنازل المكونة بشكل خاص من المتحولين من خلفيات اسلامية، وقد تم اعتقال قادتها واعضائها ومحاكمتهم وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الامن القومي.
وعادة يمارس المتحولون الى المسيحية ايمانهم في الخفاء، ومع ذلك في عام 2020 وجدت دراسة استقصائية لحوالي 50 الف ايراني فوق سن 20 أن 1.5% من المستجيبين يعتبرون مسيحيين.
وتعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تحكم بالشريعة الاسلامية الشيعية تاسع اخطر الدول المتعلقة باضطهاد المسيحيين من حول العالم، وذلك وفقا لقائمة المراقبة العالمية لعام 2021 الصادرة عن منظمة الابواب المفتوحة. كما أن ايران متورطة في انتهاكات خطيرة للحرية الدينية وتمنع مشاركة الانجيل مع المسلمين وبالطبع تمنع التبشير بالمسيحية على اراضيها وتعتبرها جريمة جنائية.