مكرم مشرقي
كيف نقول إنه كأحد الأنبياء وهو نفسه يعلن أنّه أعظم من الأنبياء والملوك (لو11: 31، 32)، بل وشُهد عنه أنه أعظم من الملائكة؟!
هل كان يسوع المسيح مجرد نبيًّ ومعلِّمٍ صالحٍ، هل هو “يوحنا المعمدان، أو إيليا أو ربما إرميا أو واحد من الأنبياء” ؟، كما تساءل الناس قـبـل ألفي سنة عن شخصية يسوع الناصري، وربما يرجح الكثيرون في هذه الأيام الجواب الأخير (مت16: 13، 14).
من هو هذا الذي علَّم بسلطان كقوله مرارًا: “سمعتم أنه قيـل… أما أنا فـأقـول لكم..” (مت5). كان ينطق بكلمات بسيطة موجَّهـة يفهمها كل إنسان، وفي الوقت ذاته عـمـيـقـةً، لا يزال أعظم الدارسين يناقـشـونـهـا إلى الآن (راجع العظة على الجبل. مت5، 6، 7).
إنه أكثر من مجرّد معلم صالحٍ، وأعظم من نبي، بل إنه يسمو بما لا يُقاس عن كل البشر. لاحظ معي بعض نواحي تميزه:
1. المسيح كائن من الأزل وباقٍ إلى الأبد:
إنه قبل الكل، فعندما تكلم عن إبراهيم خليل الله (الذي يسـبـقـه تاريخيًا بنحو ألفي سنة) قال عن نفسه: “قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” (يو٨: ٥٨ ). وبعد قيامته أعلن: “كنت مـيـتًـا وها أنا حي إلى أبد الآبدين” (رؤ۱: ۱۸).
2- موجود في كل مكان وفي كل زمان:
لقد وعـد سيّدنا أنه “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم”، وفي الوقت ذاته صـرّح أنه سيكون معنا كل الأيام. (مت ۱۸: ۲۰؛ ۲۸: ۲۰)، فوجوده لا يحدّه زمانّ ولا مكان.
3- عالم بكل شيء:
واجه أعـداءه إذ عرف أفكارهم (مر2: 6-8). وفي مناسبة أخرى أظهر لأحبائه ما كـانـوا يفكرّون به في أنفسهم (مت16: 8). وقد أصاب بطرس عندمـا قـال له: “يا رب، أنت تعلم كل شيء” (یو21: 17).
4- قادر على كل شيء:
كُتب عنه في رسالة العبرانيين أنه “حامل كل الأشياء بكلمة قدرته”، أيضًا في موضع آخر كُتب عنه أنه قادر “أن يخضع لنفسه كل شيء” (عب1: 3؛ في3: 21). فـالـطـبـيـعـة وكل أنواع المخلوقات وكذلك الأمراض وكل الاحـتـياجـات الأخـرى تحت سلطانه.
(راجع: یو 2 : 3 – 11؛ 4: 47-54؛ 5: 8، 9؛ مت14: 14-21؛ 17: 27؛ مـر4: 39–41؛ 6: 48–51).
5- لا يتغيّر:
لم تكتب مثل هذه العبارة الرائعة عن أي إنسان آخر “يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد” (عب13: 8).
6- خالق كل شيء:
في شموليةٍ مُذهلة كُتب عن يسوع أن “كل شيء به كان وبـغـيـره لم يكن شيء مما كان… فإنه فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يُرى.. الكل به وله قد خُلق” (یو1: 3؛ کو1: 16).
7- غافر الخطايا وديان العالم:
وُلد المسيح من عذراء، لم يرث طبيعتنا الخاطئة، وهو الوحيد الذي بلا خطية على الإطلاق (1يو3: 5)؛ وبالتالي فهـو الوحيد القادر أن يغفر الخطايا، فقبل أن يشفي المفلوج في كفرناحوم أكد له: “ثق يا بني مغفورة لك خطاياك” (مت9: 2- 8). وقال عنه بولس الرسول: “الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات… لأن الآب لا يدين أحدًا بل أعطى كل الدينونة للابن” (2 تی4: 1؛ يو5: 22، 27).
وقـبـيـل مـوته قبل تضرع أحد اللصين المصلوبين معه قائلاً له: “اليوم تكون معي في الفردوس” (لو23: 43).
هذه لمحة سريعة عن يسوع الذي هو أيضًا بهاء مجد الله، و ورسم جوهره، وحامل كل شيء بكلمة قدرته، وكذلك القدوس البار، رئيس الحياة (عب1: 3؛ أع 3: 14، 15؛ 5: 31).
يسوع هذا صاحب الأسماء والصفات والأعمال والأمجاد الإلهية، أنقول عنه إنه مجرد نبي ومعلم صالح؟!