أحالت النيابة العامة، المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد رزق، كاهن كنيسة العذراء بمحرم بك في الإسكندرية، عمدًا، وحيازة سلاح أبيض، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، وذلك استنادًا إلى تقرير مصلحة الطب الشرعي، وأقوال 17 شاهد عيان، وتقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية، الذي أثبت أنه لا يعاني من أي اضطرابات أو أمراض نفسية، وأنه كان في كامل قواه العقلية لحظة ارتكابه للواقعة.
وكانت النيابة العامة قررت حبس المتهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات؛ ووضعه تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية؛ لفحص حالته العقلية، وبيان مدى معاناته من أي آفة أو مرض عقلي أو نفسي من عدمه، وبيان ما إذا كان هذا المرض قد يدفعه لارتكاب جريمة وهو مسلوب الإرادة من عدمه.
وجاء ذلك القرار عقب التحقيق مع المتهم لمدة 24 ساعة، استمعت خلالهم لشهادة 17 شخصًا، وعاينت محل ارتكاب الجريمة، وطالعت نتائج تقرير الطب الشرعي حول الصفة التشريحية لجثة المجني عليه، إذ تبين تعرضهُ لطعنة بالعنق، وكذلك تقرير مركز الإسكندرية للسموم حول فحص عينات من المتهم لبيان تعاطيه أيّ مواد مخدّرة من عدمه، فجاءت سلبية.
وأوضحت مطالعة النيابة لتسجيلات 3 كاميرات المراقبة كانت مثبتة أعلى 3 بوابات لشاطئ البحر ظهور المجني عليه قبلَ وقوع الحادث بلحظات يتابع خروجَ مرافقيه من إحداها، حتى ظهر المتهم مُحرزًا كيسًا بلاستيك يتخلل المتواجدين، متجهًا نحوه، ثم حدثت حالة من الفزع، دون أن تسجل الكاميرات لحظات ارتكاب الجريمة.
وشاهدت النيابة العامة ما تم تداوله من مقاطع فيديو “مرئية” وصور فوتوغرافية نُسبت للواقعة والمجني عليه والمتهم، وتحفظت على نسخ منها لفحصها، فيما تجرى تحقيقات مع ذوي المتهم وأهليته في إطار الحادث.
وبمواجهة النيابة للمتهم أقر أمامها بارتكاب الواقعة، ثم عاد وعدل عن أقواله، وأفاد بأنه جاء إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة، حتى عثر على سكينًا في القمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم قال أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.
وادَّعى المتهم في التحقيقات سابقَة إصابته باضطرابات نفسية منذ نحو 10 أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانًا، وذلك خلال مناقشته واستجوابه حيث لاحظت النيابة تلقيه الحديثَ والإجابة عما يوجه إليه من أسئلة بصورة طبيعية، خاصّة وقد تمت مناقشته في تفاصيل حياته الاجتماعية، وما تلقاه من تعليم جامعي، وما يطالعه من كتب للتثقيف العام.
وفارق القمُص “أرسانيوس وديد” الحياة، مساء الخميس، عقب نقله إلى إحدى المستشفيات، الكائنة في منطقة سيدي جابر، وهو في حالة حرجة، إثر تعرضه لطعنات بسلاح أبيض “سكين” من جانب المتهم “مُسن، 60 عامًا” على طريق الكورنيش.
القمص “أرسانيوس وديد” من مواليد 1966 باسم رزق وديد، وحصل على دبلوم الصنايع، قسم الميكانيكا، وخدم قبل سيامته الكهنوتية، بكنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك، وُسيمَ كاهنًا بيد البابا شنودة الثالث في 16 يونيو 1995، ونال درجة القمصية 16 أكتوبر 2021 بيد البابا تواضروس الثاني.