تجاوزت الإصابات اليومية حاليا الرقم القياسي المسجل في أبريل/نيسان، مع تفشي المرض في عديد من المدن الكبرى
سجلت الصين أكبر عدد لحالات الإصابة اليومية بكوفيد منذ بدء انتشار الجائحة، على الرغم من الإجراءات الصارمة المطبقة في البلاد بغية القضاء على الفيروس.
وشهدت العديد من المدن الكبرى حالات تفشي المرض، من بينها العاصمة بكين ومقاطعة قوانغتشو، المركز التجاري جنوبي البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تواصلت فيه تدابير الإغلاق الصارمة في إشعال فتيل الاضطرابات.
وكانت سياسة “صفر كوفيد”، للحد من انتشار فيروس كورونا، التي تنتهجها الصين قد أنقذت سكانها البالغ تعدادهم 1.4 مليار نسمة، بيد أنها وجهت ضربة موجعة للاقتصاد وحياة الناس العاديين.
وعلى الرغم من ذلك فإن موجة حالات الإصابة المتزايدة، تأتي أيضا بعد أسابيع من تخفيف البلاد بعض القيود المفروضة بسبب كوفيد.
وبدأت السلطات تخفيف قيود الحجر الصحي المفروضة على المخالطين من سبعة أيام في المنشآت الحكومية إلى خمسة أيام، وثلاثة أيام في المنزل، وتوقفت عن تسجيل حالات الاختلاط الثانوية، مما سمح للعديد من الأشخاص تفادي الاضطرار إلى الحجر الصحي.
كما سعى المسؤولون إلى تجنب فرض تدابير إغلاق شاملة من النوع الذي عانت منه مدينة شنغهاي في وقت سابق من العام الجاري.
بيد أنه في ظل مواجهة الارتفاع المتجدد في حالات الإصابة في بكين، فضلا عن تسجيل أول حالات وفاة بالفيروس منذ شهور، فرض المسؤولون بالفعل بعض القيود في عدة مناطق، مع إغلاق المتاجر والمدارس والمطاعم.
وأعلن مسؤولون أن مدينة تشنغتشو، بوسط البلاد، ستفرض أيضا تدابير إغلاق فعلية على 6 ملايين شخص اعتبارا من يوم الجمعة.
يأتي ذلك في أعقاب احتجاجات عنيفة شهدها مجمع صناعي كبير يتبع شركة “فوكسكون”، المصنعة لأجهزة آيفون، واعتذرت الشركة عن “خطأ فني” في أنظمة السداد الخاصة بها.
كما شارك مستخدمون على الإنترنت قصصا أخرى تتحدث عن معاناتهم ويأسهم تعبر عن فرط استياء الرأي العام.
وكانت أنباء وفاة طفلة في مدينة تشنغتشو بسبب تأخر تقديم رعاية طبية لها بسبب قيود كوفيد، قد أثارت غضبا شديدا الأسبوع الماضي.
وتعد الصين آخر اقتصاد رئيسي لا يزال يطبق تدابير القضاء على كوفيد مع فرض قواعد الفحص والإغلاق الشامل.
وعلى الرغم من ذلك سجلت حاليا حالات إصابة بالفيروس في 31 مقاطعة.
وقال الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في وقت سابق إن فرض قيود صارمة شيء ضروري لحماية كبار السن في البلاد.
وعلى الرغم من ذلك، فإن مستويات التطعيم أقل من الدول المتقدمة الأخرى، ويحصل نصف الأشخاص فقط الذين تتجاوز أعمارهم 80 عاما على التطعيمات الأولية.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الصين زيادة في حالات الإصابة حاليا، لا يزال المعدل أقل بكثير من المعدلات التي سُجلت في العديد من الاقتصادات المتقدمة الأخرى خلال ذروة تفشي الجائحة.
كما ظل عدد الوفيات الرسمي المعلن في الصين منخفضا، إذ تجاوز إجمالي عدد الوفيات 5200 منذ بدء الجائحة.
ويعادل ذلك ثلاث حالات وفاة بسبب كوفيد من بين كل مليون شخص في الصين، مقارنة بـ 3000 حالة وفاة لكل مليون شخص في الولايات المتحدة و2400 لكل مليون شخص في المملكة المتحدة.