عاجل

اشتباكات السودان: خروقات رغم الهدنة الثانية بين طرفي الصراع، والجيش يعلن إجلاء أطقم القوات المصرية

أعلن الجيش السوداني عن إجلاء 177 فردًا من الأطقم الفنية للقوات المصرية الجوية، الذين احتجزتهم قوات الدعم السريع في مروي شمال السودان، وأنَّ العملية تمّت عبر أربع طائرات عسكرية مصرية، بعد التنسيق بين الجانبين المصري والسوداني.

وبحسب بيان الجيش السوداني فإن هذه الأطقم التي تتبع للقوات الجوية المصرية توجد في السودان بموجب بروتوكول تدريب تم توقيعه بين البلدين عام 2018, ويتم بموجبه إجراء تدريبات مشتركة بين القوتين الجويتين بالبلدين بالتناوب، حيث كان من المقرر إجراء دورة جديدة من تمرين (حماة النيل) في مايو القادم، بحسب بيان الجيش.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت أن الجنود المصريين الذين احتجزتهم قبل أيام في مطار مروي العسكري، جميعهم بخير، وأنه تمَّ نقلهم إلى مدينة الخرطوم، لتسليمهم إلى مصر.

هدنة ثانية

تواصل سماع أصوات الرصاص والاشتباكات المسلحة في الخرطوم، على الرغم من إعلان طرفي الصراع عن هدنة جديدة يفترض أن تستمر حتى مساء اليوم الخميس.

وكانت قد أعلنت قيادة قوات الدعم السريع في السودان عن هدنة ثانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من مساء الأربعاء 19 أبريل.

وجاء في بيان إعلان الهدنة، والذي نُشر على الحساب الرسمي للقوات على موقع تويتر، “تمت الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء وحتى السادسة من مساء يوم غد الخميس”.

وأكدت قوات الدعم السريع في البيان بقولها: “التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن”.

وبدوره أعلن الجيش السوداني موافقته على الهدنة الجديدة التي تستمر حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي ليوم الخميس 19 أبريل.

وأصدرت قيادة الجيش بيانا أدانت فيه الهجمات التي شنتها من تسميهم بعناصر من المليشيا المتمردة على مواقع بمحيط القيادة وقوات الحرس الجمهوري، لكنها أشادت بعناصرها الذين تمكنوا من تكبيد من سمته العدو خسائر والسيطرة على كميات من الذخائر والرشاشات المتوسطة والخفيفة والأسلحة الشخصية و24 عربة لاندكروزر تركوها خلفهم.

واستنكر بيان الجيش تعرض فرع البنك المركزي في شارع البلدية في العاصمة الخرطوم للنهب من قبل قوات الدعم السريع وإضرام النار فيه، مؤكدا تصدي أفراده للهجوم ودحره واستعادة بعض المسروقات وهي مبالغ مالية طائلة تم التحفظ عليها لتسلم لرئاسة البنك.

وأكد البيان على تماسك القوات والتزامها بأداء واجبها الوطني، لكنه لم يعلق على إعلان الهدنة من طرف قوات الدعم السريع.

وكان وقف أول لإطلاق النار لأسباب إنسانية ولمدة 24 ساعة، اتفق عليه الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قد انهار في غضون دقائق من الاتفاق عليه يوم أمس الثلاثاء.

ولا تزال أعداد كبيرة من سكان العاصمة السودانية الخرطوم تفر مع استمرار القتال لليوم الخامس في وسط المدينة، خاصة في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة ومطار الخرطوم. وأصبح المدنيون المحاصرون في منازلهم يشعرون باليأس بشكل متزايد، عقب وقوع موجة جديدة من الانفجارات صباح الأربعاء. وشوهد مقاتلون من قوات الدعم السريع شبه العسكرية وهم يتجولون في الشوارع في عربات مدرعة وشاحنات صغيرة، بينما أطلقت طائرات الجيش النفاثة صواريخ على أهداف قوات الدعم السريع. وقال شهود عيان إن الشوارع المحيطة بوزارة الدفاع والمطار تناثرت فيها الجثث.

ولا يزال عدد من العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون محتجزين في مباني الهيئة بمدينة أمدرمان منذ يوم السبت، ويواجهون خطر التعرض لإصابات مميتة جراء القتال الدائر بالقرب من مباني الهيئة.

وناشدت نقابة الصحفيين السودانيين جهات الاختصاص والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل والفوري لإجلاء ما تبقى من العاملين بالهيئة.

كما ناشدت النقابة السلطات بضرورة الالتزام بالهدنة المعلنة وفتح مررات آمنة لإجلاء العالقين. هذا وأعلنت الحكومة اليابانية الأربعاء أنها تستعد لإجلاء مواطنيها من السودان لتصبح بذلك أول دولة أجنبية تسحب مواطنين من السودان.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، هيروكازو ماتسونو، إن نحو 60 يابانيًا موجودًا في السودان، من بينهم موظفو السفارة.

وصرح في مؤتمر صحفي طارئ أن وزارة الدفاع بدأت “الاستعدادات الضرورية” لعمليات الإجلاء مع تدهور الوضع الأمني هناك.

وتخطط السفارات الأجنبية والأمم المتحدة لعمليات إجلاء موظفيها عقب اجتياح مقاتلين لمجمعات وكالات الإغاثة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 شخص تأكدت وفاتهم، فيما فاقت أعداد الجرحى الألف جريح.

مساع للوساطة

وكان زعماء أفارقة إقليميون قالوا إنهم سيحاولون السفر إلى السودان اليوم للتوسط في إنهاء القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.

لكن تقارير أفادت بإيقاف قادة كينيا وجيبوتي وجنوب السودان مؤقتا محاولتهم للوصول إلى السودان من أجل التوسط بين الجنرالين المتنافسين الذين تقاتل قواتهم من أجل السيطرة على السلطة.

وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية المملكة المتحدة جميس كليفرلي، على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يؤجج الصراع.

وبحسب بيان الخارجية المصرية، أعرب كليفرلي عما وصفه بقلق بلاده البالغ من تطورات الأحداث في ظل ما تشير إليه كافة المؤشرات من تدهور كبير للأوضاع الأمنية.

ويخشى القادة الأفارقة، بعد أن باءت جهود الوساطة الدولية بالفشل، من تدهور الأوضاع وتحولها إلى حرب أهلية.

قصف للمستشفيات

وقالت نقابة أطباء سودانيين إن 39 مستشفى من بين 59 مستشفى في العاصمة الخرطوم والولايات المجاورة أصبحت “خارج الخدمة” لأن القتال بين القوات المسلحة المتناحرة الذي اندلع في 15 أبريل قلص المساعدات الإنسانية.

وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان في بيان على فيسبوك الأربعاء إن 20 مستشفى فقط يعمل بشكل كامل أو جزئي.

وأضافت اللجنة: “من بين المستشفيات التي توقفت عن العمل، هناك تسعة مستشفيات تعرضت للقصف و16 مستشفى تعرض للإخلاء القسري”.

واتهمت القوات المسلحة السودانية “أطرافا إقليمية ومحلية” لم تسمها بدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في معركتها مع الجيش، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا).

وذكرت الوكالة أن “المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أكد أن هناك معلومات دقيقة عن فصول المؤامرة ومؤشرات قوية على ضلوع أطراف إقليمية ومحلية، وهو ما سيكشف عنه في الوقت المناسب”.

وقالت القوات المسلحة السودانية أيضا إن القوات شبه العسكرية واصلت الاشتباك مع الجيش في العاصمة الخرطوم وحملت قوات الدعم السريع مسؤولية “حرق سوق الخرطوم بحري”.

وأضاف الجيش “استمروا في مضايقة وترهيب المواطنين في مختلف المناطق داخل العاصمة وخارجها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى