جريدة الطريق

انتهى الدرس يا…

تطالعنا الجرائد والمجلات والإذاعات والتليفزيونات في كل صباح بكمية هائلة من الأنباء والأخبار عن حروب وقصف وقتل وجرائم وأخطاء ارتكبها الإنسان في كل وقت وفي كل مكان. وبينما كنتُ في خلوتي أتأمل في كل هذه الأمور الحادثة بيننا اليوم، طفت في عقلي عدة أسئلة وتعليقات وأفكار، كان من بينها عنوان مسرحية “انتهى الدرس يا غبي” بطولة الفنان محمد صبحي، المسرحية التي لم أشاهدها ولا مرة حتى كتابة هذه السطور، والتي فكرتُ أن أشاهدها قبل كتابة هذا المقال لكنني لم أفعل، حيث أنني لن أستعير منها إلا كلمات عنوانها، لذا لم أر داعيًا لتضييع الوقت في مشاهدة مسرحيات لن أستفيد منها ولن أستشهد بها. لكن، والحق يقال، فإن مجرد استخدام عنوان هذه المسرحية ملأ رأسي بالكثير من الأسئلة الحياتية التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا على حياتنا من مختلف جوانبها وأهمها هو “متى سنتعلم، نحن سكان الشرق الأوسط على اختلاف نوعياتنا وخلفياتنا وأدياننا، الدرس، ومتى سنعرف ونفهم أنه ʼانتهى الدرس يا .…‘؟”،

متى سنفهم أساس المشكلة التي تمر بها البشرية منذ بداية الخليقة والتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، والذي سنظل نمر به إلى قيام الساعة؟”، “متى سنفهم أننا في تكرارنا لنفس أخطاء الأقدمين سنحصد نفس ما حصدوا من نتائج لارتكابهم نفس هذه الأخطاء وربما سنحصد ما هو أقصى وأكثر مما حصدوه نظرًا لسهولة عمل ونشر وانتشار وكشف أخطائنا على الملأ بسبب توافر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مخيفة ومهددة للإنسان، كل إنسان، حتى وهو نائم على سريره في بيته في أمان الله، وجعلت من العالم كله قرية صغيرة لا يمكن إخفاء حدث ما عنها مهما كان هذا الحدث بسيطًا وصغيرًا وحتى غير ذي أهمية؟” ولعل أكبر دليل على ما أقوله هو ما كتبته أنا في العدد 156 الصادر في سبتمبر 2018 تحت عنوان “قصة قصيرة حديث مع الحمار المدهون”، وقد كتبته بمناسبة ما حدث في مصر في شهر أغسطس 2018، عندما كتب أحدهم على صفحته في الفيس بوك خبرًا بسيطًا من مصر وتعليقًا قيل فيه إن زائرًا للحديقة الدولية كتب يقول: “الحديقة الدولية داهنة حمار عادي بخطوط سودا عشان يبقى حمار وحشي والصبغة ساحت على وشه.. انتم مدركين وصلنا لفين؟!” وما هي إلا ساعات قليلة حتى تناقلت الخبر أشهر القنوات العالمية مثل “سي إن إن” “فوكس نيوز” و”بي بي سي” العربية والإنجليزية وغيرها، فأصبح ذلك الحمار هو أشهر الحمير المصريين، سواء أكانوا أحرًارًا طلقاء يسيرون بين الناس أم محبوسين ومقيدين في حديقة للحيوان. ويمكنك عزيزي القارئ أن تقرأ وتسمع ذلك المقال المعنون “حديث مع الحمار المدهون” بجريدتنا “الطريق والحق”.

سألتُ نفسي: متى سنتعلم نحن الأحياء في البلاد المسماة البلاد العربية الدرس أن ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد أيضًا؟ فإن زرع الإنسان سلامًا حصد سلامًا، وإن زرع عدوانًا وحربًا سيحصد عدوانًا وحربًا، إذا هاجم حفلًا موسيقيًا واختطف واحتجز رهائن فسيحصد خطفًا وتدميرًا وقتلًا وغيرها الكثير. وهكذا الحال في التعاليم المسيحية الكتابية، فإذا زرع الخادم أو القسيس تعاليم كتابية مسيحية خاطئة ونشرها وأقحمها على سامعيه ليقنعهم بصحتها فسيحصد انقسامًا وهوانًا وفشلًا حتى لو تمادى في نشرها وتكرارها سواء أكان قسًا أو مرنمًا أو غيره. ولعل أخطر ما في هذا الأمر، أمر عدم إدراك القسيس أو الخادم أو القائد أو المعلم أو المرنم أنه قد انتهى الدرس وظل في المناداة به وذكره وتكراره واستمر في إقحامه على عقول ومسامع أتباعه فعندها سيخرج من بين سامعيه مَنْ يضطر إلى مخاطبته بالعنوان الكامل للمسرحية سابقة الذكر وهو: “انتهى الدرس يا غبي”.

ولعله من الواضح أيضًا أننا مررنا جميعنا، دون استثناء، حتى أهم وأعظم شخصيات الكتاب المقدس، بمواقف وأحداث كان لزامًا فيها على الروح القدس أن يستخدم الآية التي وصف بها أهل كنيسة غلاطية في وقت بداية الكنيسة، تلك العبارة التي كنتُ أتعجب أن يصف بها الروح القدس المؤمنين في أي مكان ولأي سبب وهي “أيها الغلاطيون الأغبياء”، ثم كررها مرة أخرى على لسان بولس، رسول المسيح، لأعضاء الكنيسة نفسها في قوله: “أهكذا أنتم أغبياء”. وبعد ذلك، أعطاهم درسًا قاسيًا واضحًا تفصيليًا بشأن ما يقولونه ويتمسكون به ومحاولتهم للرجوع لسيطرة ناموس موسى على عقولهم بعد أن نالوا الحرية والعقل السليم نتيجة إيمانهم القلبي بالمسيح يسوع، تبارك اسمه، وليس بأعمال الناموس، وكأن الروح القدس كان يريد أن يقول لكل واحد منهم: “انتهى الدرس يا غبي”.

ولعل أوضح الأمثلة على انتهاء الدرس وعدم ملاحظة التلميذ أن الدرس انتهى بدأ بأبينا آدم وأمنا حواء، فبعد أكلهما من الشجرة المحرمة وبعد أن فُتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان لم يأتيا إلى القدير ويعترفا بأخطائهما بعصيانه، تبارك اسمه، وقبولهما غواية الشيطان بل ألقى كل منهما اللوم على الآخر، فطُردا من الجنة وطُرد بسببهما الجنس البشري كله من محضر الله وأصبح في عداوة معه سبحانه، وكأن القدير كان يريد أن يقول لآدم: “انتهى الدرس يا غبي. أنت عصيت أوامري وانتهى الأمر بطردك من الجنة، فلا داعي لإلقاء اللوم على زوجتك التي أخذت هي أيضًا عقابها.”

ثم جاء ابنهما الأكبر قايين الذي ورث الغباء الروحي عن والديه فقام على أخيه هابيل وقتله، و السبب هو أن الله لم يقبل ذبيحته المقدمة من ثمار الأرض رغم إصراره على ألا يطيع المولى ويقدم ذبيحة من كباش الأرض وخرفانها.

حتى إبراهيم خليل الله كان على وشك أن يفقد ساراي زوجته ليتزوجها فرعون مصر لأنه قال عنها إنها أخته ولم يقل الحقيقة كاملة بأنها أخته ابنة أبيه لكنها أيضًا زوجته. وبعد أن أنقذه المولى هو وزوجته ورد له فرعون ساراي وطردهما من مصر، عاد إبراهيم خليل الله ليكرر الخطأ نفسه مرة أخرى ويقول لأبيمالك ملك جرار إنها أخته فأخذها أبيمالك لخاصته وكاد أن يتزوجها، ولم يتعلم إبراهيم الدرس مما حدث له ولها في المرة الأولى. وهكذا لم يتعلم أكثر ملوك إسرائيل المتعاقبين على حكمها الدرس بأن مَنْ لا يسمع ويطيع وصايا المولى، تبارك اسمه، لا بد أن يعاني الألم والحسرة والمرارة والخسارة، لذا عاش معظمهم وماتوا وكل منهم يسمع من القدير القول: “انتهى الدرس يا…”. حتى سليمان، أحكم مَنْ عاش من خلق الله على وجه هذه الأرض، لم يتعلم الدرس الذي لقنه له المولى تبارك اسمه عندما أوصى موسى كليم الله شعب إسرائيل قائلًا: “فإنك تجعل عليك ملكًا الذي يختاره الرب إلهك. من وسط إخوتك تجعل عليك ملكًا. لا يحل لك أن تجعل عليك رجلًا أجنبيًا ليس هو أخاك. ولكن لا يكثر له الخيل، ولا يرد الشعب إلى مصر لكي يكثر الخيل والرب قال لكم لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق أيضًا. ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه وفضة وذهبًا لا يكثر له كثيرًا.” لكن أحكم خلق الله لم يتعلم الدرس وعمل عكس ذلك تمامًا إذ يقول تنزيل الحكيم العليم: “وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلوا إليهم وهم لا يدخلون إليكم، لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم. فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة. وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. فذهب سليمان وراء عشتورث إلهة الصيدونيين، وملكوم رجس العمونيين. وعمل سليمان الشر في عيني الرب، ولم يتبع الرب تمامًا كداود أبيه. حينئذٍ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه أورشليم، ولمولك رجس بني عمون. وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن لآلهتهن. فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرتين.”

لكن أعجب مَنْ لم يتعلموا الدرس هم تلاميذ المسيح الذين رافقوه أيام تواجده بالجسد على الأرض لكنهم لم يتعلموا الدرس الذي طالما علمهم إياه المسيح، تبارك اسمه، عندما قال لهم: “لا تهتموا بما تأكلون وبما تشربون”، وصنع أمامهم المعجزات البينات بأن أطعم خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين، وأربعة آلاف بسبعة أرغفة وسمكات قليلة، لكنه لما علَّمهم أن يتحرزوا من خمير الفريسيين وكان يقصد تعاليم الفريسيين لم يتعلموا الدرس وظنوه يتكلم عن خمير الخبز وليس خمير التعليم مما جعله سبحانه يعنفهم: “وقال لهم يسوع: “انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين.” ففكروا في أنفسهم قائلين: “إننا لم نأخذ خبزًا.” فعلم يسوع وقال لهم: “لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزًا؟ أحتى الآن لا تفهمون؟ ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الآلاف وكم قفة أخذتم؟ ولا سبع خبزات الأربعة الآلاف وكم سلًا أخذتم؟ كيف لا تفهمون؟ أني ليس عن الخبز قلتُ لكم أن تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين؟” حينئذٍ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز، بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين.”

ولعل التطبيق العملي على ما يحدث الآن بين الإسرائيليين وأهل غزة وحزب الله وسوريا وإيران يدفعنا إلى التفكير في أن الدرس كان لا بد أن يكون قد انتهى من عشرات السنين، لكن لا زالت حماس تكرر أخطاءها ولا زال حزب الله يكرر أخطاءه بين الحين والحين، ويرفض الاثنان أن يتعلما الدرس. فعندما اختطف حزب الله جنديين إسرائيليين من الحدود بين إسرائيل ولبنان سابقًا دكت إسرائيل جزءًا كبيرًا من لبنان وكبدت حزب الله واللبنانيين الأبرياء ثمنًا باهظًا بسبب اختطاف الجنديين، ولم يتعلم حزب الله الدرس. وعندما بدأت غزة في الهجوم على إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات لقّنت إسرائيل حماس وغزة وأهلها دروسًا قاسية، ولم تتعلم لا حماس ولا أهل غزة الدرس، فعاودت حماس منذ عام مضى عدوانها على حفل للموسيقى وقامت بأسر وخطف رهائن من مختلف الجنسيات، فما هو النصر الذي حققته حماس للفلسطينيين، اللهم إلا خسارتها لقائدها؟ ولم يتعلم حزب الله الدرس وهاجم إسرائيل دفاعًا عن حماس.

هناك قسوس وقادة إنجيليون يحشرون نفوسهم فيما لا علم لهم به، ويعطون لأنفسهم مكانة سياسية أو مجتمعية وكنسية لا وجود لها على أرض الواقع، اللهم إلا في عقولهم ومخيلاتهم ليس إلا، يعبِّرون عن آرائهم المريضة سواء سُئلوا عنها أم لا، ويعلِّمون ما لا تُعلِّم به المسيحية الإنجيلية على الإطلاق، وينشرونه على الملأ وكأنهم هم وحدهم الذين انتهت إليهم أواخر الدهور، وكأنهم هم وحدهم العارفون الفاهمون المؤثرون في الشارع الكنسي كله وليس سواهم. يقاومهم ويفضح أخطاءهم بعض الفاهمين الدارسين، يُسْألون ويحُاكَمون عن أخطائهم سواء في مجامعهم أو طوائفهم ومذاهبهم، فيتراجعون فيما قالوا ويعتذرون، ينتهي الأمر وكأنه لم يكن، ويعيد نفس القسوس والخدام الكرة ويكررون نفس الأخطاء، ثم يعتذرون ثم يخطئون مرة أخرى ثم يكابرون ولا يعتذرون ظانين أنهم لا يزالون مؤثرين في سامعيهم بنفس القدر الذي كان لهم في القديم يوم أن كانت المحبة والبساطة والقلب السليم وخوف الإله المهوب سائدًا في حياتهم. أما اليوم فهم لا يسمعون القول المتكرر من الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي والذي ملخصه: “انتهى الدرس يا …” دون أن يتعلمه المسئولون الكنسيون والرعاة والقادة المسيحيون. يسير الكثير من القادة والقسوس مع التيار، ما يفضله وما يطلبه المستمعون أو المتملقون أو الممولون، ويأخذون موقفًا عدائيًا من إسرائيل، يحلمون ويتخيلون كقادتهم السياسيين والعسكريين أنهم سيرمون إسرائيل ومَنْ هم وراء إسرائيل في البحر، ولم يتعّلموا الدرس مما حدث لهم ولرئيسهم عبد الناصر الذي أطلق هذه النكتة السخيفة قبل حرب 5 يونيو بيوم واحد، الحرب التي فضحت القواد العرب واستعبدت الوطن العربي ومَنْ به لسنوات طويلة، واليوم يعاود الفلسطينيون ارتكاب نفس الأخطاء. في 67 أُخذت سيناء والجولان والضفة الغربية ومدينة أورشليم القدس وتجمع الأعداء ضد إسرائيل ولم يتعلموا الدرس، وقاطعوا مصر بسبب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث استردت بذلك بعضًا من أراضيها المحتلة وأنهت الحرب مع إسرائيل. وتاجر الفلسطينيون بالقضية وعلى رأسهم حماس وانضم إليهم حزب الله وإيران ولم يتعلم أي منهم الدرس ولم يفهموا أنه قد “انتهى الدرس يا ….”. لم يتعلّموا أن أهم الدروس التي لا بد لهم من تعلمها هي:

أ- ليست هناك قوة أرضية يمكنها أن تقف ضد إسرائيل وأمريكا وتنجح حتى لو مثلت أمريكا في بعض المناسبات دور المهزوم والمنسحب كما حدث في أفغانستان أو باكستان وغيرها، فما هذا إلا لزوم اللعبة السياسة والسيادية القذرة.

ب- لا يمكن أن تسكت إسرائيل أو تتغاضى عن أي اعتداء يقع على أراضيها حتى ولو أسفر عن موت جندي إسرائيلي واحد.

ج- إسرائيل لا تنتقم انتقامًا عشوائيًا دون تخطيط ورؤية مستقبلية لما تخطط له من انتقام.

د- إسرائيل لا تنتقم من عدوها بالمثل وعلى قدر اعتدائه عليها فحسب، فهي لا تعترف بالقانون القائل “لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه”، فلم تعد إسرائيل تتبع المبادئ التوراتية التي تطالبها أن تتعامل بمبدأ عين بعين وسن بسن وجرح بجرح وكسر بكسر، فهذه المبادئ لا تمارسها إسرائيل إلا مع شعبها فقط المؤمن بالتوراة وتعاليمها كما يفسرونها هم، أما مع الغرباء عنها فهي تريد أن تتبع التعاليم التوراتية التي قيلت عن شعوب وأزمنة وأوقات مضت وليست لهذا الزمان والأحوال، تلك التعاليم التي قيل لهم فيها: “وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما بل تحرمها تحريمًا: الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك لكي لا يعلَّموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لإلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم.”

وفي النهاية، دعني أقول للإنسان، كل إنسان في كل مكان: لن يمكنك أن ترتقي للصف الأعلى في تحصيلك للدروس التي يريد القدير أن يعلَّمك إياها والتي لا بد أن تتعلمها مما تمر أنت فيه الآن إن لم تتعلم الدرس وتنجح في الامتحان. ليتنا نحن ساكني الدول المسماة بالعربية نعرف قدر أنفسنا ونكف عن المتاجرة بمشاعر وأمخاخ وأجساد شعوبنا والآخرين، ولا نستمر في كذبنا وتمنياتنا وأحلامنا وأوهامنا بأننا سنحرر القدس لتصبح عاصمة فلسطين، وبأننا سننتصر على إسرائيل جيشًا وشعبًا في يوم من الأيام، حتى في المعركة المرتقبة المذكورة في كتاب الله التوراة والإنجيل والتي قال عنها الوحي الإلهي إن الأمم ستتحد جميعًا في حرب ضد إسرائيل وستحيط بها حتى يصير الدم في تلك المعركة إلى لجم الخيل، فسيتدخل الله بنفسه ليقضي بذاته لشعبه إسرائيل بعد أن ينظروا للمسيح الذي طعنوه فيتوبوا ويرجعوا إليه من كل قلوبهم فيخلِّصهم من يد أعدائهم الأرضيين والروحيين أيضًا وسيخلِّص جميع إسرائيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى