د. ناجي يوسف
لا شك أنه في كل مرة تُجرى فيها الانتخابات الأمريكية لاختيار رئيسها يخرج منها الأمريكان، بل والعالم كله، بدروس هامة ومحورية يستفيد منها مَنْ يرغب من الشعوب والرؤساء في رفع شأن بلادهم أمنيًا وعسكريًا واجتماعيًا بل وحتى روحيًا، حيث تُعد الانتخابات الأمريكية التي تُجرى كل أربع سنوات أكبر انتخابات تُجرى في العالم، فهي الأطول إعدادًا والأكثر دعايةً والأعظم إنفاقًا والأعمق تأثيرًا في العالم كله. فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت إعادة انتخاب الرئيس السابق ترامب مرة ثانية ليتولى الرياسة لدورة أخرى في أمريكا بمثابة معجزة إلهية لم يكن يستطيع صنعها إلا القادر على كل شيء سبحانه، ففي خلال حياتي الطويلة على الأرض لم أر رئيسًا ما قد قاومته الغالبية العظمى من قادة وشعب الأحزاب المعارضة لحزبه، وهذا الكم الهائل من رؤساء الدول والممالك الأخرى، والكثيرون حتى من حزبه وشعبه، كما رأيتُ ما حدث مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب. أتذكر ليلة فرز أصوات الناخبين في الدورة الأولى التي فاز فيها على منافسته هيلاري كلينتون، يومها كنا أنا وزوجتي في زيارة لمصر ونتابع نتيجة الانتخابات على شاشة إحدى القنوات الأمريكية التلفزيونية، وقد رأينا بأم عيوننا كيف كان مذيعو الـ “سي إن إن” يسخرون منه ويتهكمون عليه ويتعجبون من مجرد فكرة أنه قام بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، لدرجة أننا اقتنعنا، زوجتي وأنا، أنه من المستحيل أن يفوز ترامب في تلك الانتخابات، الأمر الذي أصابنا بالإحباط واليأس وتوقفنا عن مشاهدة التليفزيون، حيث إن الساعة كانت تشير إلى الثانية صباحًا بتوقيت القاهرة، فنمنا ونحن متأكدان أن ترامب خسر الانتخابات. لكن بعد أربع ساعات فقط، استيقظتُ لأشاهد آخر الأخبار فوجدته الفائز، يومها كتبتُ مقالي المعنون “دروس أساسية من نتائج الانتخابات الأمريكية”، والذي اقتبس منه الكثير في مقالي هذا، فما من شك أن العالم كله قد فوجئ في صباح السادس من نوفمبر 2024 بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية.
فوجئنا جميعًا بفوزه، كما فوجئ أيضًا بذلك الغالبية العظمى من مسئولي وأعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي أنفسهم، والذين رفض البعض منهم، علنًا وبإصرار، التصويت لصالحه، أو أولئك الذين صوتوا لصالحه، والذين من بينهم أنا وزوجتي وأولادي، لا لحبهم له أو اقتناعهم الكامل به، بل لأنه الخيار الوحيد أمامنا كجمهوريين أمريكان. والحقيقة أننا جميعًا لم نكن نتوقع أن يفوز السيد ترامب بالرئاسة الأمريكية هذه المرة أيضًا، لأسباب عديدة سأذكر ما تيسر منها، إلى جانب الدروس المستفادة من كل واحدة من هذه الأسباب في عجالة في هذا المقال:
السبب الأول هو أن الشعب الأمريكي يتأثر في اختياره لرئيسه بتفاصيل حياته الدقيقة وشكله وشكل عائلته، وطريقة تربيته لأولاده، وما لديه من ثروة، وكيف حصل عليها، وإن كان قد سدد الضرائب المستحقة عليه بانتظام أم تهرب من دفع حتى ولو جزء بسيط منها، وطريقة معاملته وقبوله للسيدات، وعلاقاته النسائية، وموقفه من المهاجرين الجدد لأمريكا وخبرته في التعامل مع الدول الأخرى وعلاقاته الخارجية، بل وحتى التفاصيل الدقيقة لوجهه وشعره وطريقة حركات يديه وسرعة بديهته وطريقة كلامه ونطقه لألفاظه والعبارات التي يستخدمها في وصف مؤيديه ومعارضيه، وغيرها الكثير، فكل هذا يُحدِث تأثيرًا صغيرًا أو كبيرًا على نتائج الانتخابات ويحدد مدى قبول الشعب الأمريكي لرئيسه المنتخب. والحقيقة التي لا مفر من الاعتراف بها هي أنه لم تتجمع الكثير من هذه التفاصيل، بالصورة السلبية الواضحة، والتي من الممكن أن تؤثر سلبًا على مرشح أمريكي للرئاسة مثلما تجمعت في السيد ترامب، فأقل ما يقال عن ألفاظه ولغته إنها سوقية مستفزة، فهو لا ينتقي ألفاظه. فلم نسمع قبل اليوم أن مرشحًا للرئاسة الأمريكية يصف مَنْ ينافسه على الرئاسة من الرجال بأنه رجل فاسد أو منحل أو أعوج أو ملتوي أو نائم دائمًا ومختبئ في “الباسمنت” أي ما تحت الدور الأول في بيته الذي عادةً ما يجعله الأمريكان مكان لتخزين ما هم في غنى عنه، وأن قواه العقلية والبدنية ليست كفئًا للقيام بمهام الرئاسة الأمريكية كما كان ترامب يصف الرئيس الحالي چو بايدن ومن بعده مساعدته كامالا هاريس. فكم وكم لو كان الوصف يقال من مرشح رجل عن مرشحة امرأة! سواء أكانت منافسته هي كامالا أو مَنْ كانت مرشحة أمامه في فترة انتخابه الأولى وهي هيلاري كلينتون. لكن مما هو واضح فإن هذه اللغة السوقية وألفاظه غير المنمقة وإهانته للمرشحة أمامه علنًا أمام الجميع على شاشات التليفزيون كانت سببًا في كشف اعوجاج منافسته وكيف أنها ساعدته على كسب الانتخابات ليكون رئيسًا منتخبًا للولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من وقوف الرئيس الحالي بايدن وزوجته، والرئيس الأسبق أوباما وزوجته وبيل كلنتون وزوجته، مع كامالا، وخاصةً أوباما بكل إمكانياته البلاغية والخطابية، ومحاولة استخدامه لشعبيته في تدعيمها. لكن الفرق بين ما يحدث في الغالبية العظمى من بلادنا العربية وبين ما يحدث في بلاد الفرنجة هو أن الزعيم في بلاد الفرنجة “ما يقدرش يفضل في منصبه للأبد” ولا “يلهط على طول”، على حد تعبير عادل إمام في مسرحية “الزعيم”، لأنه في بلاد الفرنجة توجد أحزاب متضادة ومتنوعة حقيقية، لها كيان حقيقي وكلمة واضحة مدروسة ومسموعة حقيقية، ولها من الدراسات والتحليلات ما يكشف المستور، وعندها المليارات لفضح أي تلاعب في المعلومات والمراسلات والإيميلات والانتخابات، وأي تلاعب في العملية الانتخابية سيؤدي في النهاية إلى خسارة المتلاعب، كما حدث مع الديمقراطيين أكثر من مرة، وصندوق الانتخابات عندهم له قدسيته وهو مغلق إلكترونيًا بإحكام، وورق الانتخابات لا يتم توزيعه قبل العملية الانتخابية بأسابيع، والذين ينقلون أوراق الانتخاب من المطابع الأميرية الأمريكية إلى مواقع الاقتراع يكونون مراقبين بالكاميرات حتى وهم في دورات المياه الخاصة بهم، والنتائج تُعد وتحصى وتظهر في التو واللحظة بطريقة إلكترونية بمجرد أن يُدلي الناخب بصوته، وعملية إعادة فرز الأصوات -إن تطلب الأمر ذلك- لا تستغرق أكثر من ساعات قليلة، والقضاة ليسوا هم المسئولون عن صناديق الانتخابات، ومَنْ تسول له نفسه أن يتلاعب في أوراق الانتخابات يكون متأكدًا أنه لا بد أن يخترع طريقة جديدة يمكن بها أن يحقق مآربه دون أن يكتشفه أو يشك فيه أحد، فهو يعلم يقينًا أنه لا بد أن يُكْتَشف إن آجلًا أم عاجلًا، وعندها لا سماح ولا طرمخة ولا اتفاقات في الخفاء. ولا مكان للسكر والزيت والبطاطس في الانتخابات الأمريكية فجميعها متوافرة في المحلات وبأسعار أقل من أسعارها في أي مكان آخر في العالم، ولا حاجة للناخب أن يأخذها من المرشحين، والورقة فئة الخمسين دولارًا المقطوعة نصفين والتي يأخذ الناخب نصفها مقدمًا ويأخذ النصف الآخر عند خروجه من قاعة الانتخابات لإثبات أنه انتخب الرجل الطيب المحسن المؤمن المطلوب منه انتخابه لا تصلح في أمريكا، فالدولار المقطوع لا مكان له في بلاد العم سام. ولأجل كل ما تقدم، يحترم الأمريكي نفسه وبلده ومرشحيه ويذهب بثقة إلى صندوق الانتخابات وهو يعلم أن صوته له تأثيره لا محالة، ولذا حاول الديمقراطيون أن يفتحوا أبواب أمريكا ومنافذها لدخول الغرباء، ومنهم مَنْ هم من المجرمين الهاربين من العدالة في بلادهم، وحاولوا منحهم حق الانتخاب والتصويت مثلهم في ذلك مثل المواطنين الأمريكان. ليس ذلك فقط، بل نجح الأمريكان في أن يقنعوا الجيل الجديد الذي أصبح الإنترنت إلهه، والفيس بوك كتابه، والإنستجرام والواتساب معبده، ولاعبي كرة السلة ملائكته، والمواقع الإباحية والجنسية شياطينه، ونجوم السينما والغناء أهله وإخوته، نجح الأمريكان بالرغم من كل هذا أن يخلقوا تقديرًا إيجابيًا خاصًا للعملية الانتخابية في أذهان هؤلاء الشباب، على الرغم أيضًا من أنهم ما زالوا شبابًا قد يندفعون لاختيار أحد المرشحين دون التدقيق أو الاطلاع على ماضيه وحاضره وبرنامجه أو برنامجها الانتخابي، ودون تفكير، إذا ما خسر مرشحهم الانتخابات -كما حدث مع كامالا- في الاندفاع بقوة إلى الشوارع في مسيرات واعتراضات، فهم لا يعلمون أن ما كُتب قد كُتب وأنه لا فائدة من كل ما يعملون. لكن الدروس الأساسية التي نتعلمها من هذه النقطة هي أننا نحتاج أن نتعلم أن الناخب الحر القادر على التعبير عن نفسه في حياته اليومية هو مَنْ لا تعوزه لقمة العيش ليأكل ولا المياه النظيفة ليشرب ولا ينقطع التيار الكهربي في بيته لساعات في حر الصيف وبرد الشتاء إلا في الكوارث الطبيعية، ولا يعامل كمواطن درجة ثانية بسبب ديانته أو إمكانياته المادية وغيرها، هذا الناخب هو وحده مَنْ يستطيع أن يعطى صوته لمن يعبِّر بصدق عنه وعن آماله وطموحاته، مهما كانت صفات المرشح. وهكذا يكون المرشح أيضًا على طبيعته، فإن كان سليط اللسان يبقى كما هو ولا يحاول أن يتجمل أو يداهن منتخبيه لكي يعطوه أصواتهم، فسلاطة اللسان، سواء ظهرت في وقت الانتخابات أو ظهرت بعد النجاح في الانتخابات، ستظهر لا محالة وعندها سيكتشف الناخبون أنهم أعطوا أصواتهم لممثل، شخصية غير حقيقية، يتلون ويتشكل وفقًا للظروف وليس لشخص أمين يترك نفسه على طبيعتها، وإن حاول التغيير يكون جادًا فيه، فيحدث التغيير في المرشح بغض النظر عن نجاحه أو فشله في القضية الانتخابية. فليس على المرشح تغيير تسريحة شعره أو نبرات صوته أو طريقة كلامه أو عصبيته أو هدوئه لكسب الانتخابات، فالناخبون الأمريكان من الذكاء حتى يعطوا أصواتهم لمن يكون على سجيته في كل المواقف والأزمات. ولعلنا كعرب عامةً وككنيسة خاصةً نحتاج أن نتعلم كيف نصنع من شبابنا العربي الذكي قوة محددة مهدفة موجهه لسير الانتخابات ونتائجها في بلادنا.
السبب الثاني الذي زاد من دهشة الناس عند نجاح مستر ترامب في انتزاع الرئاسة الأمريكية من يد السيدة كامالا هو عدم اقتناع الكثير من أعضاء حزبه الجمهوري به كرئيس لهم ولكل الأمريكان للمرة الثانية. فلقد تعود الجمهوريون منذ عشرات السنين على استخدام أساليب وطرق متعالية وقديمة وعقيمة عفا عليها الزمن، وحلول تقليدية لم تعد تتناسب مع العصر الذي نعيش فيه. فبسبب كبريائهم واعتزازهم بتاريخهم القديم، اعتمدوا في فوزهم بالرئاسة الأمريكية على أصوات الأمريكان البيض الذين كان عددهم هو الأكبر بين تعداد سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي اعتمدوا على أعضاء الكنائس الأمريكية، ولذا فلم يعطوا أهمية كبيرة لأصوات المهاجرين الجدد من المتحدثين باللغة الأسبانية من المكسيكيين ووافدي دول أمريكا الجنوبية وغيرهم من وافدي الدول الآسيوية، وخاصةً الجنس الأصفر أو الكتلة الشرقية، وكذلك لم يهتموا كثيرًا بأصوات الأمريكان السود حتى لحظة انتخاب الرئيس الأمريكي الأسود باراك أوباما. وبالطبع لا ولن يدخل قريبًا تعداد الأمريكان العرب في حسبانهم لقلة عددهم وتفرقهم في كل الولايات الأمريكية بأعداد قليلة وانعدام تأثيرهم الإيجابي الملموس في المجتمع الأمريكي. أضف إلى ذلك تصدير العرب للإرهاب إلى العالم كله. لذا فللأسباب سابقة الذكر، خسر الجمهوريون الانتخابات الأمريكية أمام باراك حسين أوباما وبالتالي أمام الديمقراطيين، ورأى جل المسئولين عن الحزب الجمهوري، بما فيهم عائلة بوش التي حكم اثنان منها أمريكا وحاول الثالث أن يفوز برئاستها، رأوا جميعًا أن السيد ترامب بدأ في تحريك مياه الجمهوريين الراكدة، وكشف فشل سياساتهم وانقساماتهم وفشلهم في أن يقدموا بدائل منطقية لخطط الرئيس الحالي بايدن وحكومته وبطانته. وقد بدأ ترامب يكشف ويعري تقاعسهم في تجميع الأمريكان حولهم لانتخاب مرشحهم الجمهوري في الدورة السابقة التي فاز بها بايدن، الأمر الذي كان ولا يزال يهددهم حتى بعد فوزهم وفوز حزبهم من خلال السيد ترامب برئاسة الجمهورية. ولعل الدرس الهام الذي ينبغي للعالم عامةً والوطن العربي خاصةً أن يتعلمه، والذي ثبتت بالدليل القاطع أهميته، هو أن إهمال قطاع كامل من الناخبين بسبب لون بشرتهم أبيض كان أم أسود، أو ديانتهم مسلمين كانوا أم مسيحيين، أو جنسهم رجالًا كانوا أم نساء، بسبب قلة عددهم أو التقليل من تأثيرهم أمر قد يؤدي إن عاجلًا أم آجلًا إلى نتائج سيئة غير متوقعة. ولن تمر أكثر من خمسين عامًا مقبلة على الانتخابات الأمريكية حتى نرى تأثير الأقلية العربية الإسلامية عليها ونرى رئيسًا أمريكيًا مسلمًا خالصًا، ليس كباراك أوباما الذي كان نصفه إفريقيًا مسلمًا ونصفه الثاني أمريكيًا كاثوليكيًا، بل سنرى رئيسًا مسلمًا أبًا وأمًا وأجدادًا من أبناء الجيل الرابع من المسلمين الأمريكان، والسبب ببساطة هو أن المغيبين الأمريكان تفشت بينهم ظاهرة الزواج المثلي. وعلى حد علمي فإن زواج رجل برجل أو امرأة بامرأة لن يمكنهما من الإنجاب والتكاثر وإنتاج جيل من الأطفال الأمريكان، فهم بالتالي سينقرضون. أما المسلمون الأمريكان، فلا يُسمع بينهم عن زواج للمثليين بالرغم من أن بينهم الكثير جدًا من المثليين والمثليات.
والأمريكان المتزوجون على سنة الله وكتابه المقدس، وهي زواج رجل واحد بامرأة واحدة، لأنه سبحانه وتعالى خلقهما منذ البدء ذكرًا وأنثى، وما زاد على ذلك فهو في إيمانياتهم من الشيطان، لا يكثرون الأطفال، فواحد أو اثنين على الأكثر. أما الأحباء المسلمون في أمريكا، فهم ينكحون ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم من النساء الأمريكيات البيض والسود المتيمات بالفحول من الرجال العرب، وينجبون مثنى وثلاثًا ورباعًا وتساعًا وعشارًا من زوجاتهم وعشيقاتهم وعابرات السبيل عليهم. وقد سهلت لهم الحياة المادية في أمريكا إتمام هذه الوصية القرآنية كما سهلت لهم القوانين الأمريكية تلك المهمة، مهمة الإنجاب دون زواج شرعي موثق. فالقوانين الأمريكية لا تسأل المرأة عن اسم والد ابنها، أو من أين جاءت به، أو إن كان مَنْ أنجب منها هذا الطفل زوجها أم زائر فجر لم يراها إلا في المرة الواحدة التي زرع بها بذرته التي أنجبت لها ابنها أو بنتها بعد تسعة أشهر. هذه التفاصيل الدقيقة لا تهم الأمريكان ولا تمثل بالنسبة لهم أية عوائق للإنجاب، المهم ألا تتزوج المرأة زواجًا رسميًا برجلين في نفس الوقت وألا يكون هذا مدونًا في أوراق رسمية ثبوتية، فهذه جريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي. أما أن تعاشر المرأة عشرة رجال في الليلة الواحدة وتنجب خمسين طفلًا من خمسين رجل مختلف في فترة حياتها فهذا أمر طبيعي لا يثير غرابة الأمريكان، ولا يعاقب عليه القانون الأمريكي لا المرأة ولا الرجل، الأمر الذي فطن له بعض المسلمين في أمريكا واستخدموه في زيادة تعدادهم فيها، عملًا بوصية مَنْ كان يلقبه الرئيس المصري السادات بـ”مجنون ليبيا” والذي أوصى بها في إحدى خطبه الرجال العرب قائلًا ما معناه: “ليش تروحون تدمرون أبراج في أمريكا وتقتلون الناس، اذهبوا تزوجوا من أمريكيات مسلمات وغير مسلمات وأنجبوا أطفالًا مسلمين وأولادكم ينجبون أطفالًا بدورهم وبعد خمسين سنة تقدروا تغيروا موازين القوى في أمريكا وتصبحون الأغلبية فيها.”
أليس من المضحك المبكي أن يظن المهاجرون إلى أمريكا، وخاصةً من المسلمين، أنهم قادرون الآن في 2024 على تغيير ميزان القوى في الانتخابات الأمريكية؟! ولهذا السبب حشدت كثير من البلاد الإسلامية إمكانياتها البشرية والمادية وراء المرشحة الديمقراطية كامالا، ومنهم مَنْ دفع لها ملايين الدولارات لإعانتها في حملتها الانتخابية، وهذا هو المعلن لكن ما خفي كان أعظم. ولم يفلح كل هذا. فالأمريكي الأبيض هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة حتى الآن. ومن هذه النقطة نتعلم درسًا بسيطًا وهو أنه لا ينبغي لنا كعرب أن نعطي أنفسنا أكبر من حجمنا وأن نتخيل أمورًا لا يمكن أن تحدث الآن في عالم الواقع وكأنها صارت، ونبدأ في التحرك والزج بأنفسنا فيما لا يحمد عقباه، فنخسر أموالنا وسمعتنا ومكانتنا ونصبح أضحوكة في أفواه الأمريكان، فرحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.
درس آخر نتعلمه من الانتخابات الأمريكية وهو أن المشاكل الاقتصادية والاحتياجات المادية للفرد هي الدافع الأول والأقوى على تغيير أي نظام، أو الإطاحة بأي رئيس، أو انتخاب أي شخص ليكون رئيسًا للبلاد، حتى ولو لم تكن لديه أية خبرة سياسية عملية، إذا ما اقتنع المواطن البسيط، رجل الشارع العادي، في أية دولة، كبرى كانت أم صغرى، إن الحل لمشكلته المادية يقبع في يدي هذا المرشح أم ذاك. قد تنفع الكلمات المعسولة والوعود البراقة والجدعنة العربية أي رئيس عربي أو غير عربي للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، لكنها لن تنفعه على الإطلاق حين تصبح الجيوب خالية والبطون خاوية. فالجيوب الخالية والبطون الخاوية أشد فتكًا بالرؤساء من الجيوش المعادية. والأيدي الخاوية مما تقبض عليه من قوتها هي التي تمسك بالطلقات الرصاصية القاتلة. فمن ترتفع في عهده من الرؤساء والملوك أسعار السلع الأساسية التي يعتمد عليها المواطن المسكين الفقير في قتل جوعه وعطشه، من أسعار فاتورة التليفون والمياه والكهرباء والبنزين والأكل والشرب مهما كانت أسباب رفعها منطقية، ومهما كانت شعبيته، لن يستمر طويلًا في منصبه، مهما تكن الوسيلة التي يقمع بها معارضيه ويكمم بها أفواه محبيه أو كارهيه. فكمامات الأفواه قد تصمد أمام نار الاضطهاد والتمييز الديني والعرقي والظلم والقهر وخلافه، لكنها لن تصمد أمام قوة الجوع التي ستفتح هذه الأفواه، بالرغم عنها وعن أصحابها إن آجلًا أو عاجلًا. لقد زادت أسعار كل السلع المباعة في أمريكا منذ تولي بايدن الحكم، وارتفعت نسبة البطالة وساكني الشوارع ممن لا مأوى لهم، وازدادت كمية الحروب والصراعات الدولية، حماس وحزب الله وإسرائيل وسوريا واليمن السودان وليبيا وروسيا وأوكرانيا، وضاعت هيبة أمريكا في أنظار العالم كله. فهذه إيران تتحدى أمريكا وتستمر في إنتاجها لليورانيوم المخصب من مفاعلاتها النووية، والتي تقول إنها تستخدمها في أغراضها السلمية والتي يعلم ويعلن العالم أجمع أنها تبغي من خلالها إنتاج الأسلحة النووية الفتاكة، فكافأهم أوباما بطائرة كاملة مليئة بملايين الدولارات الكاش. وهذا أسد سوريا المسنود على روسيا يتحدى أمريكا ويبقى على العرش لمدة أكثر من عشر سنوات، بالرغم من كل محاولات إقصائه عن الحكم. وهذه طالبان في باكستان وأفغانستان، والتي استنسختها الأنظمة الغربية والأمريكية من القاعدة والإخوان المسلمين، تتحدى العالم أجمع بما فيه أمريكا، وبأمر من الرئيس الأمريكي الحالي بايدن تم انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ورجعت طالبان تتحكم فيها وفي شعبها المسكين وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. لذا كان الأمريكان على استعداد أن ينتخبوا مَنْ يعدهم بتقليل الضرائب، وتوفير فرص عمل جديدة لهم، وإيقاف سيل المهاجرين الذي يجرف أمامه كل ما تبنيه أمريكا للأمريكيين. أما الدرس المستفاد من هذه النقطة فهو أن المرشح الذي هو على استعداد أن يجعل بلده أولًا ويملأ أفواه وبطون الغلابة والمساكين من شعبه ومواطني بلده وتكون مصالحهم أولويته القصوى التي لا ينازعه فيها شيء أو أحد هو مَنْ يستحق أن يأخذ أصوات الناخبين، وهو مَنْ يستحق أن يظل على كرسيه إلى ما شاء القدير.
الأمر الثالث الذي كان من المستبعد معه أن يفوز السيد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لسنة 2024 هو وقوف المرأة والشباب ضده ووقوفهم في صف كامالا. فلقد نبش الديمقراطيون وأتباعهم في قبور حياة ترامب من سنين ليستخرجوا ما خفي من علاقاته الأنثوية وما عمله وقاله عن النساء وتعليقاته عليهن، حتى ما كان يعمله أو يقوله في السر ومع أصدقائه الرجال داخل سيارته الخاصة. ودفعه أموالًا لإحدى النساء لتصمت ولا تتكلم عن تحرشه بها الأمر الذي أصر أحد القضاة على محاكمته بسببها ضمن قضايا أخرى كثيرة، وأصر القاضي على حضور ترامب بنفسه كل جلسات المحاكمة لكي يعطله عن تواجده في حملته الانتخابية. أما الشباب، فقد صوَّر لهم الديمقراطيون أنهم المدافعون عن حقوقهم، وأنهم الحزب الذي سيمكِّنهم من الدراسة والتفوق والتخرج دون ديون مادية تحني ظهورهم لسنوات عديدة يرزحون تحتها إلى أن يقوموا بتسديدها، وأن مرشحتهم هي مَنْ ستصلح لهم مستوى المباني المدرسية المتهالكة وستقوم بتجديد معداتها وأثاثاتها. ليس ذلك فقط بل هي مَنْ ستعطيهم الحرية أن يختاروا أية دورة للمياه في المدارس يستعملونها، فسيصبح من حق الولد إذا كان يشعر في نفسه أنه بنت أن يدخل إلى دورات مياه البنات، ومن حق البنت التي تشعر أنها ولد أن تقضى حاجاتها في دورات المياه الخاصة بالرجال، ووعدتهم أنها ستمكِّنهم من أن يمارسوا الجنس في مدارسهم الإعدادية والثانوية وستوفر لهم الواقي الذكري أو الأنثوي الذي سيحفظهم من وقوع المحظور والحمل بسفاح. وإن حدث وتم الحمل، فسوف تساعدهم على الإجهاض وكتمان الأمر عن الجميع، حتى عن والديهم، والتخلص من ثمرة خطيئتهم، مصورة لهم أن هذه هي الحرية الأمريكية التي لا بد أن تتمتع بها الفتاة أو المرأة الأمريكية، فهي تمتلك جسدها وهي حرة وصاحبة القرار في أن تحمل طفل خطيئة من عدمه، وهي حرة أن تختار بين أن تبقيه على قيد الحياة أو تقتله، مهما كانت أسابيع حياته في رحمها حتى لو كان في أسبوعه الأخير قبل الولادة، وعلينا نحن كأمريكان نعمل بعرق وجوهنا حتى نأكل خبزًا أن ندفع الضرائب التي لابد أن ينفق بعضها على هؤلاء الساقطات، حتى يتخلصن من تبعات جرائمهن بعد حملهن واختيارهن أن يقتلن ثمرة بطونهن، الأمر الذي تراه النسبة العظمى من النساء الأمريكيات أنه من حقهن وهو حق أصيل لهن غير قابل للمناقشة أو التعديل. وقد غذت كامالا في الفتيات والسيدات الأمريكانيات الكراهية ضد ترامب الذي صرح أنه ضد الإجهاض لغير أسباب صحية، وضد القتل العمد للأطفال للتخلص من تبعات الحمل والولادة للأم الصغيرة الراغبة في التخلص مما اقترفت من ذنب ومعصية. ولعل أهم الدروس التي نتعلمها من هذا الأمر هو أن العلي متسلط في مملكة الناس، وأن كل مَنْ يحاول أن يقاوم شرعه سبحانه ويغير من سننه في خليقته لا بد أن يفشل في كل ما يعمل ولا يوليه القدير على خلائقه إلا وفقًا لحكمته وخطته وتوقيتاته تعالى التي لا يسبر الإنسان غورها. ولقد ظهرت حقيقة أن الله متسلط في مملكة الناس بكل وضوح في عدم قتل ترامب وإنهاء حياته على الأرض بأن جعل سبحانه طلقة النار التي كان لابد لها أن تخترق جمجمته وتصيبه في مقتل أن تلمس فقط أذنه لتظهر عظمة الله في إنقاذه، فلولا تحريك ترامب رأسه إلى اتجاه بعيد عن مسار طلقة النار خلال ثانية واحدة لكان اليوم في عداد الموتى، هكذا رأى وصدق الأمريكان جميعًا هذه الحقيقة حتى من الملحدين الذين لا يؤمنون بالله ومن يعادونه ويتمنون موته إلى الآن.
الأمر الرابع الذي كنا نظن أنه من المستحيل معه أن يفوز ترامب بالرئاسة الأمريكية لهذه الدورة الثانية هو وقوف معظم المكسيكيين والمتحدثين باللغة الأسبانية في الولايات المتحدة الأمريكية وكل المسلمين العرب في داخل أمريكا وخارجها ضده لإعلانه منذ اليوم الأول لبداية حملته الانتخابية أنه سيكمل السور الذي بدأ في مدة رئاسته الأولى في بنائه على الحدود المكسيكية الأمريكية، وسيمنع الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين والمسلمين ووافدي أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وقد صورته كامالا، والتي لم تزر الحدود الأمريكية المكسيكية ولا مرة واحدة بالرغم من أنها كانت هي المكلفة من رئيسها بايدن وحزبه الديمقراطي بالتعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية لأمريكا، على أنه عدو المكسيكيين والعرب والمسلمين، والرجل الذي سيضعهم في سلة واحدة ويلقي بهم على الحدود الأمريكية المكسيكية من الجهة الواقعة في المكسيك، وسيبني سورًا ليمنعهم من العودة، ومَنْ يقترب من السور سيقبض عليه حرس حدوده ويضعه في السجن الداخلي، حتى يلقي به مرة أخرى في المكسيك. وبحسب مركز (بيو) الأمريكي لاستطلاعات الرأي، فإن الناطقين بالإسبانية يمثلون، اليوم، أكبر أقلية في الولايات المتحدة، حيث يبلغ عددهم 53 مليونًا، بزيادة نحو 50% خلال 10 سنوات فقط، كما أن عددهم في الولايات المتحدة يُعد أكثر من عددهم في أي بلد أمريكي لاتيني، باستثناء المكسيك.
أما الدرس المستفاد من هذه الجزئية فهو أن المواقف الواضحة والمؤكدة والصريحة للمرشح دائمًا ما تأتي بثمارها، وأن الاهتمام بشئون المواطن الشخصية في بلده لها الأولوية في تفكيره، حتى لو كانت متعارضة مع المصالح الإقليمية والدولية لهذا البلد أو ذاك.
الأمر الخامس هو إعلانه عن تغيير كثير من الاتفاقات والمعاهدات والخطط الداخلية والخارجية وما يعتبره الديمقراطيون الأمريكيون، وعلى رأسهم بايدن ومساعدته كامالا، من أعظم إنجازاتهم كالتأمين الصحي، المعروف بـ”أوباما كير”. وعلى صعيد الاتفاقات الدولية، تعديل الاتفاقات التجارية مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، واتفاقية التجارة بين أمريكا والمكسيك وبعض الدول الأخرى، والمعروفة بالنافثا، ومسألة فرض ضرائب على الشركات الأمريكية العاملة بالدول المختلفة خارج أمريكا للاستفادة من الأيدي العاملة الرخيصة في أنحاء العالم، وغيرها الكثير. ويمثل هذا تحديًا كبيرًا لقطاعات عريضة من المستثمرين الأمريكان خارج أمريكا والمصدرين لها من كافة الدول في العالم. باختصار، سيهز ترامب المركب العالمية هزًا عنيفًا ضد رغبة الجميع. فكيف لمثل هذا المرشح أن يفوز على أي شخص آخر يمكن أن يزاحمه في هذه الانتخابات؟! أما الدرس المستفاد من هذه النقطة فهو أن مَنْ يضع من الملوك والرؤساء مصلحة شعبه أولًا ويطلب لهم الرخاء دون تمييز أو عنصرية ويتحدى العالم كله لتنفيذ خططه ورفع مستوى مواطنيه لا بد أن يكون من الرابحين. أما مَنْ لا يهمه سوى الوصول للكرسي، والبقاء فيه أطول مدة ممكنة، والتمتع بخيرات بلاده والاستيلاء عليها بطريقة أو أخرى، فلا بد أن يُطرد شر طردة ولا يعود يعرف موضعه بعد.
لقد كان من أسباب نجاح ترامب وخسارة السيدة كامالا وفشلها الذريع وضياع أموالها وسمعتها في هذه الانتخابات أنها استخدمت دعاية الكراهية والتخويف والترهيب التي ثبت أنها لا تنفع ولا يمكن أن تنفع مع الشعوب المتقدمة والواعية عامة، كما لم تنفع في مصر في مرات كثيرة إلا عندما لجأ إليها طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الذي ائتمنه مبارك على عرش مصر قبل خلعه، سلمها للإخوان المسلمين ليحكموها، والذي أخاف المصريين من الإخوان وتهديداتهم التي أطلقوها بأنهم سيجعلون الدم في الشوارع للركب إن هم خسروا الرئاسة، لكن سياسة التخويف هذه لا يمكن أن تنفع مع الشعب الأمريكي خاصةً. فلقد دارت سياسة كامالا حول تخويف الأمريكان المسلمين من ترامب الذي لن يسمح لهم بدخول أمريكا في حالة انتخابه، بالرغم من أنه لم يصرح بذلك بل قال إن على أمريكا أن تعرف مَنْ يأتي إليها وأن تبحث جيدًا في تاريخ ومعلومات القادمين إليها قبل السماح لهم بالدخول إلى أراضيها. كذلك فقد أخافت المتحدثين باللغة الأسبانية، سواء أولئك القادمين من دول أمريكا الجنوبية أو الساكنين في المكسيك الدولة المجاورة لأمريكا، من ترامب عندما أعلن أنه سيستكمل بناء السور بين أمريكا والمكسيك ليمنع تدفق شلالات المتسللين من المكسيكيين إلى أمريكا، وحاولت أن تحشدهم ضده مستخدمة أمر بناء السور. حاولت زرع الخوف في قلوب النساء من ترامب، مصورة إياه على أنه زير للنساء وأنه لا يحترمهن وأنه لن يكن آمنات على أولادهن وبيوتهن وأشغالهن إن هن أعطينه أصواتهن. حاولت زرع الخوف في أنفس كثير من مؤيديها، حتى أعلن الكثير منهم أنه إن تم انتخاب ترامب فسيتركون أمريكا ويهاجرون إلى كندا. وكأمريكان جمهوريين، فنحن الآن في انتظار أن نرى كم منهم سيُنفذ ما قاله ويرحل إلى كندا بعد فوز ترامب.
لقد زرعت كامالا الخوف في قلوب الأمريكان من سياسات ترامب المعادية لفلسطين وحزب الله وأوكرانيا وإيران والصديقة لروسيا. فقد حصلت إيران في عهد أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون على مميزات وعطايا وتنازلات لم تحصل عليها منذ قيام ثورتها الإسلامية على يد الخوميني. وقد حاولت كامالا أن تنسى، وعملت جادة على أن ينسى الأمريكان، الحقيقة المعاصرة وهي أن روسيا لم تعد مهددة لأمريكا بأي شكل من الأشكال، إن كانت أمريكا مستعدة لاحترام نفسها ومكانتها بين الشعوب. وقد تأكد هذا للأمريكان بعد أن فردت روسيا عضلاتها وأكدت للأمريكان أنها قادرة على الوقوف في وجهها ضد مخططاتها في الشرق الأوسط، وخاصةً في سوريا في مساندتها للرئيس بشار الأسد، مع علمي الكامل أن ما يحدث، سواء في سوريا أو السعودية أو اليمن أو ما حدث ويحدث في العراق وكردستان أو داعش أو غيرها من بلادنا العربية، ما هو إلا نتاج خطة أمريكية روسية مُحْكَمة التفاصيل ومحددة المعالم والأدوار، يمثل كل منهما فيها دوره بدقة، ويضطر البعض من الحكام والشعوب العربية لقبولها، لأنها تتفق تمامًا مع مصالحهم وأغراضهم، ويضطر البعض الآخر للتظاهر بأنه لا فكرة عنده عن هذه الخطة، لكنهم يشتركون فيها ويكتوون بنارها، فيبكون ويَقْتلون ويُقْتَلون في تمثيلية دولية لا تعود على العرب إلا بالخراب والدمار، وعاش الشتاء العربي.
اللهم أهد ترامب إلى ما فيه خير العالم وخير أمريكا والأمريكان. اللهم أعطنا أن نتعلم من أخطائنا ونعترف بمعاصينا وتعدياتنا. اللهم امنحنا سلامك واحفظنا في مخافتك يا ملجأنا وملاذنا. اللهم ملِّك علينا حكماءنا وابعد عنا سفهاءنا واحمنا من أعدائنا، فأنت إلهنا وربنا.