حقق المرشح الديمقراطي زهران ممداني الفوز في انتخابات عمدة مدينة نيويورك، متقدمًا على منافسيه أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، وكيرتس سليوا من الحزب الجمهوري، وفق ما أظهرته النتائج الأولية بعد فرز أغلبية الأصوات.
وفي كلمة الفوز أمام أنصاره، قال ممداني: “لقد منحتموني تفويضًا للتغيير”، مضيفًا أنه “تفويض لنمط جديد من السياسة، تفويض لمدينة يمكنها أن تتحمل تكاليف المعيشة، وتفويضًا لإدارة يمكنها تحقيق ذلك”.
ووصف ممداني فوزه في الانتخابات بأنه “انتصار رغم كل الصعاب”، وأضاف أمام حشود استقبلته بهتافات “زهران”: “المستقبل بين أيدينا”.
وتابع قائلًا: “أصدقائي، لقد أسقطنا سلالة سياسية”، في إشارة إلى خصمه أندرو كومو. وأضاف: “أتمنى لأندرو كومو كل التوفيق في حياته الخاصة، لكن يجب أن نكون واضحين، هذه الليلة ستكون آخر مرة أذكر فيها اسمه”.
واعتبر ممداني فوزه في الانتخابات “انتصارًا لكل سكان نيويورك، من سائقي سيارات الأجرة إلى الطهاة”.
وروى ممداني قصة إضرابه عن الطعام لمدة 15 يومًا أمام مبنى البلدية برفقة سائق تاكسي يُدعى ريتشارد. وقال له: “أخي، نحن في مبنى البلدية الآن”.
كما استعاد ممداني أحاديث أخرى أجراها على مدار السنوات مع أشخاص من الطبقة العاملة، من أصحاب البقالات الصغيرة إلى الممرضات. وقال إن حملته كانت من أجل تمثيل هؤلاء الناس. وأضاف: “هذه مدينتكم، وهذه الديمقراطية تخصكم أيضًا”.
وسيخلف ممداني العمدة إريك آدامز، الذي انسحب من سباق إعادة الترشّح في سبتمبر الماضي.
وأقرّ كومو بخسارته في سباق عمدة مدينة نيويورك أمام ممداني، قائلًا: “أهنئ زهران ممداني”.
وفي كلمة أمام مؤيديه خلال حفل متابعة نتائج الانتخابات في مانهاتن، أضاف كومو: “الليلة كانت ليلتهم”. ولكن كومو وجّه بعض الانتقادات لممداني، قائلًا إن حملته كانت “إشارة تحذير من أننا نسير في طريق خطير، خطير للغاية”.
وقالت لجنة الانتخابات في مدينة نيويورك، إن هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد المشاركين في التصويت حاجز مليوني ناخب منذ عام 1969.
ممداني الذي يعرّف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي وعضو في مجلس الولاية، يبلغ من العمر 34 عامًا، وسيصبح أصغر عمدة للمدينة منذ أكثر من قرن.
وخاض ممداني الانتخابات العامة بصفته المرشح الأوفر حظًا بعد فوزه بفارق 12 نقطة في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بنظام التصويت التفضيلي في وقت سابق من هذا العام.
انتصار الجناح التقدمي للديمقراطيين
ويمثل فوز ممداني انتصارًا للجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، فيما يشهد الديمقراطيون انقسامًا على المستوى الوطني حول كيفية مواجهة الرئيس دونالد ترمب، الذي انتقد ممداني واصفًا إيّاه بـ”الشيوعي”.
ووصف عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، فوز ممداني، بـ”أحد أعظم الانتصارات السياسية المفاجئة في التاريخ الأمريكي”.
وهنأ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الحزب الديمقراطي، بالفوز في الانتخابات، بعد أن فازت أيضًا الديمقراطية ميكي شيريل بمنصب حاكمة نيوجيرسي، والديمقراطية أبيجيل سبانبرجر بمنصب حاكمة فرجينيا، وعدد آخر من المرشحين في الانتخابات المحلية.
كما أرسل الرئيس السابق بيل كلينتون، تهانيه لممداني، متمنيًا له النجاح بمهمته في مدينة نيويورك.
ورغم رفضه دعم ممداني في سباق الانتخابات، إلا أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك، تشاك شومر، وصف فوز ممداني بأنه “مستحق وتاريخي”.
ومن المرجح أن يتردد صدى هذا الفوز بعيدًا عن حدود نيويورك، رافعًا من مكانة ممداني ومنبره السياسي، بما في ذلك مقترحاته بتجميد الإيجارات، وجعل الحافلات العامة مجانية، وتقديم رعاية أطفال شاملة من خلال زيادة الضرائب على الأغنياء.
ويُتوّج فوز ممداني صعودًا استثنائيًا لعضو مجلس الولاية، الذي أطلق حملته من الظل قبل عام، متعهدًا بجعل واحدة من أغلى المدن الأمريكية ميسورة التكلفة للطبقة العاملة.
وسيسجّل ممداني اسمه في التاريخ الأمريكي بصفته أول مسلم يتولى منصب عمدة مدينة نيويورك، وأول شخص من أصول جنوب آسيوية يشغل هذا المنصب.