كاتب هذه القصة هو الكاتب الصحفي المعروف محمد زكي عبد القادر، الذي ولد عام 1906 م بمديرية الشرقية بمصر وتخرج في كلية الحقوق عام ۱۹۲۸م، وعمل بالصحافة لمدة 56 عامًا. كان عملاقًا رائدًا في ميدان الفكر والسياسة والأدب في العالم العربي. وكان يكتب بلا انقطاع في كل مجالات الفكر والأدب. أصدر عددًا كبيرًا من المؤلفات السياسية والأدبية والتراجم منها “الصدفة العذراء” وهو مجموعة قصص بينها هذه القصة. رحل عام ۱۹۸۲م عن 76 عامًا، ولكنه لم يرحل عن محبيه وقرائه.
هذه القصة من كتاب «الصدفة العذراء» الذي صدر للكاتب المعروف في شرقنا العربي. والكتاب يضم مجموعة قصص تدور حول النفس البشرية المتطهرة أو التواقة إلى التطهر: وقد حيرتها لمحات من الخير والشر ومن الطهر والتراب.
وكتاب هذه المجموعة القصصية من إصدارات مؤسسة المعارف ببيروت بلبنان وأيضًا من إصدارات دار نشر المستقبل بالفجالة بالقاهرة والإسكندرية بمصر.
أهم مؤلفاته:
أبو مندور، القاهرة 1963م.
أجساد من تراب، كتاب اليوم، العدد (133)، القاهرة ـ يناير 1978م.
الله في الإنسان، كتاب اليوم، العدد (47)، القاهرة ـ يناير 1976م.
البطالة ووسائل علاجها، القاهرة 1936م.
تأملات في الناس والحياة، القاهرة 1962م.
الحرية والكرامة الإنسانية، القاهرة 1959م.
حياة مزدوجة، القاهرة 1964م.
الخيط المقطوع، القاهرة 1963م.
الدنيا تغيّرت، دار ومطابع المستقبل، القاهرة 1966م.
ذنوب بلا مذنبين، كتاب اليوم، العدد (47)، القاهرة ـ فبراير 1972م.
رسائل وسائل، القاهرة 1963م.
الصدفة العذراء، القاهرة 1961م.
صور من أوربا وأمريكا، القاهرة 1960م.
صور من الريف، 1949م.
على حافة الخطيئة، كتاب اليوم، العدد (65)، القاهرة مايو 1973م.
لستُ مسيحاً أغفر الخطايا، كتاب اليوم، العدد (30)، القاهرة ـ ديسمبر 1970م.
محنة الدستور، القاهرة 1955م.
نماذج من النساء، القاهرة 1965م.
جاء في القصة على لسان كاتبها
زارتني سيدة شابة في وجهها لمحة والإيمان، لم تكن تضع مساحيق. ولم يكن في مظهرها ما يدل على القلق الذي كثيرًا ما تطبع الحياة وجوه الناس وهم في عمر الشباب الحائر.
قالت: أنت لا تعرفني ولكنني منذ سبعة أشهر وأنا أصلي لك. دعني أروي لك قصتي، فقد أصبحت الآن قادرة على الاعتراف بخطيئتي، لأني تطهرت منها، ولأن المسيح دخل قلبي. ولعلك تذكر رسالة وصلتك منذ أكثر من سنة من فتاة قالت إنها تعيش تجربة قاسية ولا تعرف ماذا يكون مصيرها. في هذه الأيام فكرت كثيرًا أن أعترف لك بخطيئتي، أن أفضي بها كاملة، ولكني جبنت لأننى كنت أعيش في صميم التجربة .
ولعلك تسألني: ولماذا كنت تصلين لي؟
والجواب بسيط، طوال تجربتي كنت أقرأ ما تكتبه وكأنه ولم تكن تعرفني، كنت تكتب ما تراه وتسمعه وتحس به، وكانت دهشتي بالغة لأنني وأنا أقرأ لك كنت كأنني أقرأ قصتي، آمنت حينئذ أن النفس الإنسانية واحدة وأن الخطيئة قدر مكتوب علينا، وأننا لا نؤمن ونتطهر إلا بعد تجربة تصهر قلوبنا صهرًا.
وسكت لحظة، وتأملت وجهها وإشراق عينيها، لم تكن تعيش في هذا العالم القلق الذي نعيش فيه. خیل إليّ أنها تعيش في عالم من السلام والهناء، الذي لا يستطيع الإنسان أن يبلغه إلا متى ولى وجهه نحو ربه .
وتابعت حديثها: بدأت تجربتي منذ عامين، كنت إلى هذا الحين أعجب بمن يخطيء ولا أكاد أتصور سببًا يحمل الناس على الخطيئة، فقد ربيت في مدارس دينية وسارت حياتي رقيقة طاهرة إلى أن تزوجت. وبعد أن تزوجت ظللت سبع سنوات على ما كنت عليه قبل أن أتزوج. لم تستطع مفاسد الدنيا أن تقترب من المثل العليا التى عاشت معي وفي داخلي كأنها بعض دمي، بعض کياني، لم أكن أذهب إلى الكنيسة، كنت مؤمنة بالدين، بالمسيح، كان القسيس يقول أحيانًا، لابد أن يدخل المسيح قلوبكم، فأهز كتفي وأقول هذا سخف. ماذا يعنى هذا الرجل بكلامه..! إنها تجارة الدين لا أكثر.
ثم حدث أن كنت مدعوة مع بعض أقاربي إلى سهرة وهناك التقيت بواحد من هؤلاء الأقارب، لم أكن ألقاه كثيرًا، ولم يكن يهمنى أن ألقاه، ولكنني في هذه المرة شعرت براحة لأنني لقيته. أحسست في كياني باهتزاز لم أحس به من قبل أمام شخص آخر. ولم تطل المقابلة ولم يطل الحديث. ولكنني حينما عدت إلى بيتي وخلوت إلى نفسي، لم يبرح خياله خاطري، وتولتني الحيرة فترة ثم سخرت من نفسي ومنه وطردت الفكرة ونمت، وحسبت أنني تخلصت منها تمامًا.
فيما صحوت من نومي كان أول هاتف يقول لي :
صباح الخير.. عشت معك طول الليل وهأنذا معك وأنت تستقبلين النهار. واضطرب عليّ الأمر، كان هذا الشاب معروفًا بأنه كثير الخطايا يلعب الورق ويصاحب النساء وعبثًا. هل هي بداية تجربة لى، لقد سمعت القسيس يقول إنه لا بد من تجربة حتى نؤمن. هل كان إيماني حتى الآن ضعيفًا لم ينفذ إلى القلب، ثم ها هي التجربة تجيء لكي تدفعه إلى أعمق وأعمق؟
وجرت الأيام. جرت کما تجرى عادة، ولكنها كانت بالنسبة لي ثقيلة مفعمة، والتقيت به مرة أخرى. لم أقصد أن التقي به، ولكنني لو أردت ألا أفعل ما استطعت. كان اللقاء خطوة أخرى إلى التجربة القاسية، وقلت له: إنك تقتل حياتك في العبث واللهو.. ألا تذهب إلى الكنيسة؟
تساءل في عجب: الكنيسة؟!. وما فائدتي منها وما فائدتها منى؟. إنني رجل أعيش لكي أعيش. ليس لي غير هذه الأيام التي أحياها..أنني لا أفكر في الغيب ولا يعنيني ملكوت السماء.
قلت في إشفاق: إن المسيح غاضب منك لأنك عدوه. أنت تخطيء ولا تكفر عن خطيئتك حتى ولو بالندم.
قال في عناد: لو شعرت بالندم ما أقدمت على خطيئة. ولكنني أخطيء وأتمنى لو كان فياستطاعتي أن أخطيء أكثر وأكثر.
وعادت حيرتي تطل من عيني: لا تؤمن بالدين إذًا!.. أنت إنسان عجيب. إني مشفقة عليك. أريد لو استمعت لي.
قال بعد سکوت طويل، ونظرات لم أعرف تمامًا هل كانت تجذبني إليه أم تجذبه إليّ: سأحاول ولكنني لا أعد.
في هذه الليلة حينما خلوت إلى نفسي. كان السؤال الذي يلح عليّ إلحاحًا هو: هل أستطيع أن أجذبه إلى العالم الذي أعيش فيه؟. وصممت أن أفعل .
هل كان هذا تبريرًا انتحلته لنفسي حتى تستمر علاقتي به دون أن أشعر أني خرجت على القواعد التي التزمتها أم كان صحيحا أحاول مخلصة إنقاذه؟
لا أستطيع الجواب، فقد اضطربت في نفسي كل الموازين وكل المثل وتداخلت الغايات والوسائل.
وامتزج الدين والإيمان بغيرهما مما ليس دينًا ولا إيمانًا ولم أعد أرى في هذه الموجة المضطربة التي شملتني إلا شيئًا واحدًا: نظراته وهو ساكت يتأهب لمتابعة كلامه، ومرة أخرى سألت نفسي: هل كانت هذه النظرات شعاع يجذبني إلى عالمه، أم كانت استجابة منه لكي يعيش معي في عالمي.
وأخذ هذا الخاطر يزداد وضوحًا ووثوقًا في نفسي، ورأيتني أصرخ وأقول: أخشى أن ينزل بي إلى مستواه بدل أن أرفعه إلى مستواي .
ومرة أخرى جرت الأيام، ومرة أخرى جرت ما تجرى عادة. كنت فيما مضى أنتظر حتى يحادثني أو تسمح الصدفة باللقاء، فإذا بي أفكر أن أحادثه وأفكر في ترتيب الأمور حتى التقي به، وفي الوقت ذاته لمحت صوت الاعتراض في تفسي يضعف رويدًا رويدًا. وبعد أن كنت أحاول تبرير تصرفاتي بادعاء الرغبة في هدايته، إذا بي لا أحاول تبريرها على الإطلاق وإذا الرغبة في لقائه والاستماع إليه ترتفع وترتفع حتى تقضي على كل شي.
ولو حدث هذا منذ لقينه أول مرة لصرخت واضطربت وبكيت، ولكنني الآن أتبسم وكأنني أنظر إلى عينيه العميقتين.
وتناولت الكتاب المقدس لكي أقرأ ولكني لم أقرأ . أخذت أفكر فيه ووضعت الكتاب المقدس جانبًا وركعت بين يدى الله، وفى عينى ترتعش الدموع، أسأله أن يرحمني. وحين جاء زوجي قلت له: أنت لاه عنى. لماذا لا تأخذني معك في كل مكان؟ لماذا تتركني وحدي؟.. لا تتركني.. أنت لا تعرف مدى الخطر الذي يحيط بي.
قال في هدوء: إنني أعرفك. أنا واثق فيك ثقة لا حد لها. إن الخطر لا يستطيع أن يقترب منك.
قلت والأسى يعصرني: ولكنه قريب.. إنه في داخلي. قال: لست أفهم ماذا تقصدي .. وخشيت أن يضطرب الأمر أكثر وأكثر وتتعقد المشكلة أكثر وأكثر، فسكت ولم أجب ونظرت إلى الكتاب المقدس وإلى المكان الذي كنت جاثية فيه على ركبتي أصلي، وأحسست كأن صوتًا في داخلي يقول لي: لا تخافى . ستمرين بالتجربة وحدك، وستنتصرين
وعدت أقول لزوجي ضاحكة: أردت أن أمتحن حبك لي.. أردت أيضًا أن أمتحن مدى ثقتك بي .
ومرت العاصفة التي كانت في نفسي بسلام.. كنت أريد أن أعترف له بكل شيء ولكنني لم أفعل، أكنت مخطئة أم مصيبة؟ هل كان يجب أن أقول له كل شيء؟
وأضفت إلى همي همًا آخر. كنت أقابله أولاً علنًا أقول لزوجي وأمي وأبي وإخوتي إذا خرجت إلى لقائه أو عدت من لقاء معه. ثم بدأت أخفي الأمر، فلا أقول التقيت به. أخذ ستار من الكتمان ينسدل شيئًا فشيئًا لكي يستر علاقتي به، وأحسست بنفسي تقترب مسرعة من منطقة الخطر. كنت أرتاح أولاً لإعلان اللقاء. أما الآن فأرتاح لإخفائه. إذًا أنا آتي عملاً أحس في أعماقي أنه يجب أن يستر عن الناس !.
وانحدرت مسرعة إليه. أفلت الزمام. كنت أقابله ساعة أو ساعتين، فأصبحت أقضي السهرة معه .
وعدت ذات مرة إلى بيتي والليل قد انتصف. كان زوجي غائبًا واستقبلتني المربية، والدموع في عينيها. حسبت أن مكروهًا أصابني، فألقيت بنفسي بين ذراعيها الحانيتين اللتين حملتاني طفلة بريئة ورعتاني فتاة جميلة طاهرة، وبكيت وصرخت. وأفضيت بكل شيء. لم يكن في استطاعتي أن أخفي سري ثقل إلى حد لم أعد أحتمله.
قالت المربية: إن أمك سألت عنك بالهاتف قلت :سأطلبها وأقول لها كل شيء. لم أعد أطيق الكتمان. لم أعد أطيق حياة الظلام .. دعيني .
أخذت المربية تمنعني وأنا أدير قرص الهاتف لكي أطلب أمي. كانت الساعة قد جاوزت نصف الليل وردت أمي ملهوفة. قلت لها كل شيء. وفي لحظات كانت عندي وهي تصخب . قالت: سأقول لزوجك.. سأقول لكل إنسان.. سأقول لأبيك.
لابد أن يربوك.. “أنا ماعنديش بنات يعملوا كده!”.
مسحت دموعى فى “قدميها وقلت لها: ارحمينى.. كونى معى.. لا أستطيع فلا بد أن ألقاه، لا أستطيع أن أعيش بدونه.. سأترك زوجى.. سأترك كل إنسان سأترك الدنيا من أجله.
وتهاويت.. ثم حملتنى أمى إلى فراشى.. ونمت كأننى أحلم.. هل كان نومًا أو كان خدرًا من فرط القلق الصارم العاصف أو الخوف الشامل الكامن؟. أكان تحديًا للتقاليد والمثل والدين أم كان صحوة للتقاليد والمثل والدين؟.
لا أعرف على التحديد، إلا أننى حينما صحوت من نومى فى الصباح وجدت أمى إلى جوارى تبكى. قالت يا طفلتى العزيزة.. إننى أخشى على أصابعك أن تحرقها النار.. أن ما فى قلبك ليس حبًا.. إنه ثورة ستنطفئ.. أنت لا يمكن أن تحبى هذا الشاب الماجن العابث.. لا يمكن يا ابنتى.. أنا أعرفك جيدًا، إنها مجرد تجربة أرادها الله لك.. إن المسيح يرعاك.. إنه يمسح الخطايا جميعًا.. عودي إليه.
وكنت تائهة شاردة حينما رأيتها تجثو على ركبتيها وتصلى قائلة: يا يسوع المسيح خلصها..! ادخل فى قلبها.. فى حياتها. لقد افتديت البشر من خطاياهم وهذه إنسانة تدخل فى تجربة فارحمها. أنقذها من النار قبل أن تلتهم حياتها.
ترى، هل تحجر قلبى وأنا أنظر إليها ساخرة وقد لفت ذراعيها حولي وأنا أقول لها؟ وماذا يستطيع يسوع المسيح أن يفعل؟. لقد كرهت الكنيسة والكتاب المقدس، كرهت ملكوت السموات.
ولم أشعر إلا ودموعى تنهمر. لم أكن أصرخ ولم أكن أبكى.. لم أكن حتى أتألم. وعجبت لهذه الدموع المنسكبة كأنها غدير من الماء، وظللت هكذا فترة طويلة.. ثم توقفت الدموع عن الانسكاب. شعرت بنسيم من الراحة عجيب يشملنى ويطوقنى كأنه يد رقيقة. وأسندت رأسى إلى صدر أمى وتصورت أننى أعود طفلة كما كنت.
وغفت عينى قليلًا، وأخذت أمى تمسح بيديها على وجهى، فتصورت كأنها نسيم من الجنة أو رضا من الإله، وابتسمت ساخرة مرة أخرى: هل يمكن أن تقبل الجنة مخطئة مثلى؟ هل يمكن أن تقبل السماء مذنبة مثلى؟ لقد انقطع ما بينى وبينها وانتهى الأمر..
وكنت فى هذا المساء على موعد معه، وتزينت.. وقد اعتقدت أنى انتهيت. أن قدرى فى الخطيئة لن يتغير.. وكان علىَّ قبل أن أذهب إلى موعده أن أمر بإحدى الجمعيات الدينية لأقابل صديقة لى هناك والتقيت بها.. كانت الساعة الخامسة مساء حينما دخلت. فلقيت رجلًا يعظ.. لم ألق إليه بالاً ولكن طرق سمعى قوله: إن المسيح جاء لأهل الخطايا. إنه لم يجئ للطاهرين الأبرار.. دهش تلاميذه وهو يقبل المخطئة المذنبة، فقال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر.
جلست أسمع وأسمع.. ودهشت صديقتى ولكنها سكتت.. كان يجب أن أنصرف بعد دقائق، ولكننى قضيت ساعة كاملة أسمع وأسمع وأحسست أن الكلام يدخل قلبى ويهز كيانى.. المتحدث نفسه كان من أهل الخطايا.. كنت أعرف أنه كان ذات يوم من أكثر الناس ذنوبًا.. وبدأت دموعى تنزل مرة أخرى.. ونسيت الموعد الذى تزينت له، وسالت دموعى تفسد زينتى فلم آسف عليها، بل ربما أسفت لأننى تزينت.. شعرت كأن الدموع ماء مقدس يغسل خطاياى..
وانتهى الاجتماع وأخذ الحاضرون فى الانصراف.. أما أنا فبقيت وذهبت إلى الرجل الذى كان يعظ.. قلت له حدثنى وحدى.. كيف كنت مخطئًا وأصبحت الآن واعظًا.
قال: لأن المسيح دخل قلبى..
قلت: لست أفهم..
قال: ستفهمين إذا أخطأت..
قلت: هل لابد من الخطأ حتى يدخل المسيح قلبى..
قال: كلا.. ولكنّ المخطئين هم الذين يشعرون بحاجة أكثر من غيرهم للمسيح.. وأنا نفسى كنت مذنبًا، ركبتنى الخطايا من كل جانب.. ولما أراد الله، أصبحت كما ترين.. إن الخطيئة فى قلوب الأطهار نار تصهرهم وتهديهم.. هؤلاء هم أبناء الله.
قلت: إذًا أنا ابنته..
قال: هل أخطأت؟.
قلت وقد خفضت رأسى: نعم..
قال: لا تيأسى.. إن ملكوت السماء مفتوح للتائبين..
ونظرت إلى الفتاة وقالت: ومنذ ذلك الحين دخل المسيح قلبى..
ومنذ سنة وأنا أعيش فى سلام وطهر، ومنذ سبعة أشهر وأنا أصلى لك. كنت أقرأ قصتى فيما تكتبه.. وها أنذا جئت إليك لأروى لك القصة التى كتبتها ولم تكن تعرفها ولا كنت تدرى نهايتها.