وافقت الحكومة البريطانية على استخدام لقاح فيروس كورونا الذي صممه علماء في جامعة أكسفورد، في الوقت الذي ترتفع فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وسيؤدي هذا إلى توسع هائل في حملة التطعيم في بريطانيا، التي تهدف إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها.
وتعني موافقة الجهات المعنية أن اللقاح آمن وفعال.
وطلبت بريطانيا 100 مليون جرعة من شركة أسترا زينيكا المصنعة لتطعيم 50 مليون شخص.
وقال وزير الصحة مات هانكوك إن إطلاق البرنامج سيبدأ في 4 يناير/كانون الثاني “وسوف يتسارع بالفعل في الأسابيع القليلة الأولى من العام الجديد”.
وأضاف الوزير أن هذا سيغطي جميع السكان، بإضافة جرعات لقاح فايزر بيونتيك الأمريكي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يُتوقع فيه وضع ملايين الأشخاص في إنجلترا تحت أصعب قيود في المستوى الرابع من الإغلاق.
ووصف رئيس الوزراء، بوريس جونسون، تطوير اللقاح بأنه “انتصار” للعلم البريطاني، مضيفا: “سننتقل الآن لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن”.
وأشاد كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، كريس ويتي، بـ”الجهد الجماعي الكبير الذي أبلغنا هذه النقطة”.
وقال هانكوك في حديثه لبي بي سي إنها “لحظة مهمة” في مكافحة الفيروس، مضيفا أن “عام 2021 يمكن أن يكون عام الأمل والتعافي لأننا نستطيع أن نرى طريقنا للخروج من الوباء”.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أسترا زينيكا، باسكال سوريوت، لبي بي سي إن الشركة “ستكثف تدريجياً” برنامج التطعيم، وستكون قادرة على تقديم ما يصل إلى مليوني جرعة أسبوعيا.
وقال البروفيسور أندرو بولارد، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات، لبي بي سي إن الموافقة على اللقاح كانت “إنجازا مذهلا” في العلوم والبحوث الطبية.
لكنه قال إنه لا يزال هناك “المزيد من العمل الذي يتعين أداؤه”، محذرا من أن “الأمر لم ينته بعد”.
وأضاف: “يواجه زملاؤنا في المستشفيات بعض الأهوال الحقيقية الناجمة عن هذا الفيروس. والمراحل التالية حرجة”.
وقالت الشركة المصنعة إنها تتوقع أن يكون لقاحها فعالا في مواجهة سلالة فيروس كورونا الجديدة المنتشرة في بريطانيا حاليا.
وصمم لقاح أكسفورد-أسترا زينيكا في الأشهر الأولى من عام 2020، واختبر على المتطوع الأول في أبريل/نيسان، وخضع منذ ذلك الحين لتجارب واسعة النطاق شارك فيها آلاف الأشخاص.
وطور اللقاح بوتيرة لم يكن من الممكن تصورها قبل الوباء.
وهذه هي المرة الثانية التي توافق فيها بريطانيا على استخدام لقاح لفيروس كورونا، بعد إعطاء لقاح فايزر بيونتيك الضوء الأخضر في ديسمبر.
وتلقى أكثر من 600 ألف شخص في بريطانيا لقاح فايزر، بعد أن أصبحت مارغريت كينان أول من يتناوله بعد اعتماده.
وسيؤدي لقاح أكسفورد أسترا زينيكا إلى زيادة كبيرة في التطعيم لأنه رخيص وسهل الإنتاج بكميات كبيرة.
كما يمكن تخزينه في أي ثلاجة عادية، على عكس لقاح فايزر بيونتيك، الذي يحتاج إلى تخزين شديد البرودة في درجة حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر، لذلك سيكون من الأسهل بكثير الحصول على لقاح أكسفورد لمنازل الرعاية وعيادات الممارسين العامين.
وتأتي الموافقة على اللقاح الجديد بعد أن قالت هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن البلاد تواجه مستويات “غير مسبوقة” من الإصابات، وعبر مسؤولو الصحة في أجزاء من ويلز، واسكتلندا، وجنوب إنجلترا عن مخاوفهم بشأن الضغط المتزايد على هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
ما مدى فعالية لقاح أكسفورد؟
أظهر التحليل الأول لبيانات التجارب أن 70 في المئة من الأشخاص الذين تناولوا اللقاح خلال التجارب محميون من الإصابة بـكوفيد-19 ولم يصب أحد بمرض حاد، ولم يحتج إلى علاج في المستشفى.
وعندما تلقى المتطوعون جرعتين كاملتين من اللقاح أظهرت النتائج نسبة فعالية بلغت 62 في المئة. لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 90 في المئة عندما تلقوا نصف جرعة أولا، ثم جرعة كاملة.
ووافقت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا على جرعتين كاملتين من لقاح أسترا زينيكا.
وتشير البيانات غير المنشورة إلى أن ترك فجوة أطول بين الجرعتين الأولى والثانية يزيد من الفعالية الكلية للقاح.
ولم تكن هناك بيانات واضحة كافية للموافقة على فكرة تلقي نصف الجرعة ثم جرعة كاملة.
ومن المتوقع أن تكون جميع اللقاحات فعالة بنفس القدر في مواجهة السلالات الجديدة من الفيروس التي ظهرت حتى الآن.
من سيحصل على اللقاح؟
ستبدأ حملة التطعيم الآن بإعطاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص جرعتهم الأولى من اللقاح.
وسيكون الهدف هو منح أكبر عدد ممكن من الأشخاص المعرضين للخطر بعض الحماية من كوفيد-19.
ويستند اتخاذ القرار على نصيحة من اللجنة المشتركة للتطعيم.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: “يجب أن تكون الأولوية لإعطاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص في المجموعات المعرضة للخطر جرعتهم الأولى، بدلا من توفير الجرعتين المطلوبتين في أقصر وقت ممكن”.
“سيظل الجميع يتلقون جرعتهم الثانية وسيكون هذا في غضون 12 أسبوعا من أول جرعة. وتكمل الجرعة الثانية الدورة، وهي مهمة للحماية على المدى الطويل.”
كيف يعمل اللقاح؟
اللقاح في الأصل فيروس يسبب نزلات برد ولكنه معدل وراثيا، ويستخدم في تجارب الإصابة التي تجرى على الشمبانزي.
وكان سبب تعديل الفيروس هو ألا يؤدي إلى إصابة الأشخاص بنزلات برد، وحتى يتمكن من حمل جزء من فيروس كورونا، المعروف بأنه بروتين مركز.
وبمجرد دخول الفيروس الجسم يبدأ في إنتاج البروتين المركز الخاص بفيروس كورونا، وهو ما يعده جهاز المناعة تهديدا للجسم ويحاول القضاء عليه.
وعندما يتلامس جهاز المناعة مع الفيروس بشكل حقيقي، يعرف ما يجب فعله.