عندما يقول شخص إن الحق أمر نسبي، فإن ما يعنيه عادةً هو أنه لا توجد حقيقة مطلقة. فقد تبدو بعض الأشياء حقيقة بالنسبة لك ولكن ليس بالنسبة لي. فإذا كنت تصدِّق الأمر فهو حقيقة بالنسبة لك. وإذا كنتُ أنا لا أصدِّقه فهو ليس حقيقة بالنسبة لي. وعندما يقول شخص عبارة مثل: “أمر جيد. إذا كان الله موجودًا بالنسبة لك، فهو غير موجود بالنسبة لي”، فإنه بهذا يعبِّر عن الاعتقاد الشائع بأن الحق أمر نسبي.
يبدو مفهوم “الحق النسبي” وكأنه يدل على التسامح وانفتاح الذهن. ولكن عند فحصه بأكثر دقة، نجد أنه لا يدل على انفتاح الذهن بالمرة. فمعنى القول بأن “الله موجود بالنسبة لك ولكن ليس بالنسبة لي” هو أن مفاهيم الشخص الآخر خاطئة، أي أننا نصدر أحكامًا. ولكن لا أحد يؤمن فعلًا أن كل الحق نسبي. لا يستطيع عاقل أن يقول: “الجاذبية الأرضية حق بالنسبة لك ولكن ليس بالنسبة لي”، ثم يقفز من أعلى مبنى عالٍ معتقدًا أنه لن يصيبه أذى.
إن عبارة “الحق أمر نسبي” هي في الواقع عبارة تدحض نفسها. فعندما يقول شخص إن “الحق نسبي” فإنه بهذا يقر حقيقة مزعومة. ولكن إذا كان كل الحق نسبيًا، تكون العبارة نفسها نسبية أيضًا – أي أننا لا نستطيع الثقة في مصداقيتها دائمًا.
بالتأكيد توجد بعض المقولات النسبية. فمثلًا عبارة “السيارة الفورد الموستانج هي أظرف سيارة تمت صناعتها” هي عبارة نسبية. ويمكن أن يعتقد شخص محب للسيارة بأن العبارة صحيحة، ولكن لا يوجد أساس مطلق لقياس مقدار “الظرافة”، فهذا ببساطة رأي الشخص. ولكن عبارة “توجد سيارة فورد موستانج حمراء في الموقف خارجًا، وهي ملك لي أنا” ليست عبارة نسبية، فهي إما صادقة أو كاذبة، بناءً على حقيقة موضوعية. فإذا كانت السيارة في الموقف لونها أزرق (وليس أحمر) تكون العبارة كاذبة. وإذا كانت السيارة الحمراء في الموقف ملك شخص آخر، تكون العبارة كاذبة – لأنها لا تنطبق على الواقع.
إن الآراء نسبية بصورة عامة. ويصنِّف الكثيرون أي أمر يتعلق بالله أو الدين على أنه مجرد رأي. “أنت تفضِّل المسيح – هذا أمر حسن طالما يوافقك.” ولكن ما يقوله المسيحيون (وما يعلِّمه الكتاب المقدس) هو أن الحق ليس أمرًا نسبيًا، أيًا كان موضوعه. توجد حقائق روحية موضوعية تمامًا كما توجد حقائق مادية موضوعية. الله لا يتغير (ملاخي 3: 6)، وقد شبَّه المسيح تعاليمه بالصخر الثابت الراسخ (متى 7: 24). يسوع هو الطريق الوحيد للخلاص، وهذا حق مطلق بالنسبة للجميع في كل الأوقات (يوحنا 14: 6). وكما أن التنفس ضروري لحياة البشر، فإن الولادة الجديدة من خلال الإيمان بالمسيح ضرورية لكي يختبر الناس الحياة الروحية (يوحنا 3: 3).