الكنيسة حول العالم

البابا فرنسيس يستقبل البابا تواضروس الثاني ويعلن شهداء ليبيا الأقباط شهداء للكنيسة الكاثوليكية أيضًا

اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث خمسين سنة مضت، وأهميته بالنسبة للمسيرة المسكونية والصداقة بين الكنيسيتن الكالثوليكية والقبطية الأرثوذكسية. كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس اليوم الخميس خلال استقباله البابا تواضروس الثاني. وإلى جانب شكره بابا الاسكندرية على عمله من أجل هذه الصداقة بين الكنيستين أعلن الأب الأقدس إدراج الشهداء الأقباط في ليبيا في السنكسار كعلامة للشركة الروحية.

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس ١١ مايو البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والوفد المرافق له. ووجه الأب الأقدس التحية ذاتها التي وجهها البابا القديس بولس السادس إلى البابا شنودة الثالث خلال لقائهما التاريخي في روما سنة ١٩٧٣، خمسين سنة مضت، ألا وهي عبارة صاحب المزامير “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه”. ثم شكر البابا فرنسيس البابا تواضروس مجددًا على قبوله دعوته للاحتفال معًا بذكرى ذلك اللقاء وأيضًا بالذكرى العائرة للقاء الأول الذي جمعهما في ١٠ أيار مايو ٢٠١٣ فترة قصيرة عقب انتخاب كليهما.

ثم تحدث الأب الأقدس عن المسيرة المسكونية مشددًا على أهمية النظر دائمًا إلى الأمام مُنَمِّين في القلب التلهف والتطلع المتقد إلى الوحدة، فعلينا ومثل بولس الرسول أن ننبسط إلى الأمام، علينا أيضًا أن نسأل أنفسنا بشكل متواصل كم من الطريق علينا أن نقطع بعد. إلا أنه يجب من جهة أخرى التذكر وخاصة في لحظات الإحباط، تابع البابا، وذلك للفرح بالمسيرة التي تم القيام بها حتى الآن والاستفادة من حماسة الرواد الذين سبقونا. وإلى جانب النظر إلى الأمام وتذكُّر الماضي يجب أيضًا النظر إلى الأعلى، وذلك لشكر الرب على ما تم القيام به من خطوات والتضرع إليه كي يهبنا عطية الوحدة المرجوة.

وواصل البابا فرنسيس أن الشكر والتضرع هما هدف يومن إحياء الذكرى هذا، وشدد مجددًا على أهمية اللقاء بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث والذي كان نقطة تاريخية في العلاقة بين الكنيستين. فقد كان هذا أول لقاء بين بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأسقف روما، كما ووضع نهاية لاختلافات لاهوتية تعود إلى مجمع خلقدونية، وذلك بفضل الإعلان الكريستولوجي المشترك الذي تم التوقيع عليه في ١٠ مايو ١٩٧٣، وقد كان هذا الإعلان مصدر إلهام لاتفاقات شبيهة مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى. ذكّر البابا من جهة أخرى بما أسفر عنه للقاء التاريخي خمسين سنة مضت من تأسيس للّجنة المختلطة الدولية بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثودكسية والتي تبنت سنة ١٩٧٩المبادئ الموجِّهة للسعي نحو الوحدة بين الكنيستين والتي وقع عليها البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنودة الثالث. ثم ذكَّر البابا فرنسيس بأن تلك اللجنة قد فتحت الطريق لحوار لاهوتي مثمر بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية، وقد استضاف البابا شنودة اللقاء الأول لهذا الحوار سنة ٢٠٠٤ في القاهرة. وشكر الأب الأقدس بالتالي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الالتزام في هذا الحوار اللاهوتي، كما ووجه الشكر إلى البابا تواضروس الثاني على الاهتمام الأخوي المتواصل بالكنيسة القبطية الكاثوليكية، وذكَّر البابا فرنسيس بأن هذا القرب قد وجد تعبيرًا له جديرا بالإشادة ألا وهو تأسيس مجلس كنائس مصر.

لا يتوقف بالتالي لقاء سلَفَينا عن حمل الثمار في مسيرة كنيستينا نحو الشركة الكاملة، قال البابا فرنسيس، وذكَّر في هذا السياق بأن زيارة البابا تواضروس الثاني له في روما عشر سنوات مضت كانت أيضًا لتذكَّر ذلك اللقاء التاريخي. وأشار الأب الأقدس إلى اقتراح البابا تواضروس الثاني حينها الاحتفال سنويًا بيوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك الذي نواصل الاحتفال به. وفي حديثه عن هذه الصداقة قال البابا فرنسيس إن أواصر الصداقة بين كنيستينا تمد جذورها في صداقة يسوع المسيح مع تلاميذه جميعًا والذين يسميهم أحبائي ويرافقهم في سيرهم كما فعل مع تلميذَي عمواس.

هذا وأراد البابا فرنسيس التأكيد على أن الشهداء يرافقوننا في مسيرة الصداقة هذه، الشهداء الذين يشهدون على أنه “لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه”. وأضاف الأب الأقدس هنا أنه لا يملك الكلمات للتعبير عن الامتنان للبابا تواضروس الثاني على إهدائه ذخائر الشهداء الأقباط الذي قُتلوا في ليبيا في ١٥ شباط فبراير ٢٠١٥، وتابع أن هؤلاء الشهداء قد تعمَّدوا لا فقط بالماء والروح القدس بل وأيضًا بالدم الذي هو بذرة للوحدة بين جميع أتباع المسيح. ثم قال البابا إنه يسعده الإعلان اليوم عن أن هؤلاء الشهداء الواحد والعشرين سيتم إدراجهم في السنكسار كعلامة للشركة الروحية التي تجمع كنيستينا.

وفي ختام كلمته تضرع البابا فرنسيس كي تواصل صلاة الشهداء، متحدة مع صلاة أم الله، إنماء صداقة كنيستينا وصولاً إلى اليوم الذي سنتمكن فيه من الاحتفال معًا على المذبح ذاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى