د. ناجي يوسف
لا شك أن أشياء كثيرة لا يقبلها المنطق أو يمكن أن يفهمها أو يتخيلها أو يستوعبها العقل البشري ويتعجب أو يُصدم المرء عند سماعها لأول مرة، أشياء لا تتوافق ولا تتماشى مع المنطق السليم والعادات والتقاليد الشعبية، والأعراف والخبرات المجتمعية والأديان السماوية أو حتى الشيطانية. باختصار لا يمكن أن يُسمع عنها في عالم الأحياء لكن “سُمِعَ في مصر”عنها فقط. لا أدري لماذا قفزت هذه الأشياء إلى عقلي عندما سمعتُ عن اتهام المواطن المسيحي المصري صبري كامل بالاعتداء الجنسي على الطفل المسلم الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، ومحاكمة الرجل العجوز والحكم عليه في جلسة واحدة بالسجن المؤبد، بالرغم من شهادات واعترافات كل مَنْ حوله من المشرفات والمدرسات الشريفات.
وعلى الجانب الآخر، هناك السيدات اللاتي خرجن يولولن على الصبي وما حدث معه، وخاصةً تلك المرأة التي اعترفت وقالت: كنتُ أتخيل ما حدث وأكتبه على الفيس بوك وكأنه حقيقة حدثت بالفعل، والتي لم يسألها أو يستجوبها أحد في التحقيقات قبل صدور الحكم على الرجل المتهم البريء، حيث لم ينتبه لها أحد ولم يسألها أحد من المحامين أو ممثلي الدفاع أو حتى صاحب المقام الرفيع المستشار الجليل “حسب الديباجة” المقيتة التي يرددها أهل المحاكم عند الحديث حتى عن أحد الظلمة الذين يحكمون على الناس حسب هواهم أو قناعاتهم الشخصية غير الموثقة بالأدلة والبراهين التي لا تقبل الشك فيها أو حسب ما تمليه عليهم دياناتهم وغيرها، فحتى هذا لم يسألها ولم يكتشف دورها الشيطاني الذي لعبته في اتهام المدان وهو بريء، ولكن سوف يجازي الله سبحانه هذه المرأة التي تطوعت من نفسها بنشر الأكاذيب والضلالات والتخيلات عما حدث للصبي، بالرغم من أنها لا تعرف حتى الصبي أو أمه وعائلته.
كنتُ أتابع كل هذا وكأنني في كابوس ليلي مخيف أشعر انه يطبق على صدري في منامي ويكتم أنفاسي ويشلني عن الحركة أو حتى الصراخ والتواصل مع مَنْ حولي لعل وعسى أن يسمع صرخاتي أحد من النائمين أو المغيبين المحيطين بي والذين يتواجدون بجانبي وكأنهم موتى لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون. والحقيقة أنني حتى الآن أنا لم أفق من هذا الكابوس وتمتلئ رأسي بالآلاف من الأسئلة حول هذا الأمر وغيره الكثير من الأمور التي “سُمِعَ في مصر” عنها ولم تُسمع ولا يمكن أن تُسمع في أية بقعة أخرى من بقاع هذا العالم الحاضر الشرير الذي نعيش فيه. والغريب أن البعض يتعجب ويتساءل: كيف وصلت مصر وشعبها إلى هذه الحالة شديدة التدني والوحشية والانحدار والانحطاط الأدبي والأخلاقي والديني في التعامل بين أهلها بعضهم البعض؟ فيلوم الناس الظروف والأحوال والتطرف والتعصب، لكنني شخصيًا لا أشاركهم التعجب من ذلك لأنني منذ نعومة أظفاري وأنا بعد طفل صغير كنتُ أرى الظلم والسرقة والكذب والافتراء على خلق الله، كنتُ أرى أكياس القمامة تُلقى علينا من شبابيك الكنائس ونحن نصلي في بعضها، كنتُ أسمع أنشودة الأطفال الصغار عندما يرون طفلًا قبطيًا يسير في الشارع بمفرده فيلتف حوله الأطفال المسلمون ويغنون له الأغنية التي تقول كلماتها: “الكنيسة خربت والقسيس مات، إخص عليك يا قبطي يا بتاع البنات”، أولئك الأطفال الذين هم في مثل سني اليوم، والذين أصبح منهم الكثيرون أساتذة في المدارس والجامعات والمصالح الحكومية والمستشفيات والجيش والبوليس وأصبح الغالبية العظمى منهم من الإخوان المسلمين والسلفيين والجهاديين والداعشيين وغيرهم. وأنا على يقين أن مثل هذه الأغنية القديمة ما زالت تُردد بطريقة أو بأخرى وإن اختلفت كلماتها ووسائل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. ولما كبرتُ في العمر وأصبحتُ شابًا رأيتُ تعذيب الناس ونزع الأظافر وسلخ الجلد من اللحم واغتصاب الأطفال وتعرية الأمهات المسيحيات المسنات حتى في قرى الصعيد المحافظة ومطاردة الشرفاء وحرق بيوتهم وطعن رجالهم وكهنتهم بالسكاكين في وضح النهار وتفجير الكنائس. ويعوزني الوقت ومساحة النشر لو عددتُ ولو النذر القليل من هذه التعديات. وكمصري رأيتُ وسمعتُ وعايشتُ كل ما كتبته عاليه، ولا أدري لماذا بدأتُ أسترجع أغرب الأشياء التي “سُمِعَ في مصر” عنها ولم يُسمع عنها في أية بقاع أخرى على وجه هذه البسيطة، وهي حادثة في المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد والنوادي الرياضية وأقسام البوليس ومعسكرات الجيش والشرطة وغيرها، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
أ- تقوم ثورة يناير بدعوى فساد الرئيس الراحل مبارك، هو وعائلته، والأحوال الاقتصادية التي كانت متردية في مصر، ونشاط البوليس الخانق للمواطنين والذي خطط قادته لتفجير كنيسة القديسين وغيرها من الأسباب الكثير. ويُقبض على الرئيس، ولكبر سنه وحالته الصحية يوضع في مستشفى السجن ثم يخرج علينا صاحب مقام رفيع مستشار جليل ويقرر أن سيادة الرئيس بريء من كل ما نُسب إليه من اتهامات، فتتجمع في رؤوسنا مئات الأسئلة والتي من بينها هذا السؤال: لو كان مبارك بريئًا من كل ما وُجِّه إليه من تهم فلماذا قمنا بالثورة إذًا؟ لا إجابة على هذا السؤال إلا إجابة الفنان عادل إمام عندما سئل هو نفسه في مسرحية الزعيم “لماذا قمنا بالثورة؟” فأجاب “أنا مش عارف لماذا قمنا بالثورة لأني كنت في الحَمَّام”، وهذا هو ما “سُمِعَ في مصر” فقط.
ب ـ الحكومة المصرية تعلن أنها ضد داعش والدواعش، في أي وكل مكان في العالم وخاصةً في مصر، ويرفض الأزهر الذي يبدو أنه دولة داخل الدولة تجريمهم أو التبرؤ منهم لأنهم ينطقون بالشهادتين قائلين: “نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”، وفي نفس الوقت يوقع صاحب مقام رفيع مستشار جليل أقصى عقوبة يمكن أن يُحْكَم بها على أطفال قُصَّر لأنهم مثَّلوا مشهدًا يتعجبون فيه من رجال داعش الذين يصلون لله سبحانه وتعالى على الطريقة الإسلامية ويقتلون خلائقه حتى من المسلمين في نفس الوقت. ويطلق المستشار الجليل على حكمه الظالم هذا مسمى “قرصة ودن” والسبب أن الأطفال مسيحيون.
ج- في مصر، دستور تنص مواده على حرية العبادة وواقع يحرم هذه العبادة، وفي نفس الوقت ينص الدستور على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ويتخذ القضاء المصري المسيس والموجَّه من الكبار ذلك ذريعة للحكم بكل ما لا يخالف شريعتهم الإسلامية. ولا يزال الحال منذ سنين هذا عددها كما كان في الماضي البعيد، وما تغير اليوم في هذه الأوساط المسيحية هو فقط زيارة من سيادة الرئيس مشكورًا إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى في عيد الميلاد فقط والتأكيد للشعب المسيحي المصري على المساواة بين المسيحيين والمسلمين بالقول: “والله العظيم إحنا بنحبكم ومفيش حاجة اسمها مسيحي ومسلم فيه حاجة اسمها مصري”، إلى جانب إصدار تصاريح باعتماد كنائس قائمة أو بناء كنائس جديدة وكأنها منحة من الدولة للمسيحيين لا بد أن يشكروا القيادات عليها ويشكروا المولى تبارك اسمه لأنه سمع صلاتهم وأعطاهم إذنًا وتصريحًا لبناء أو تسجيل هذه الكنائس، الأمر الذي هو من حقهم الأصيل ولا يحتاج إلى إذن أو تصريح من الدولة لأنهم أصحاب الأرض والتاريخ في مصر وهم الذين ضحوا بالغالي والثمين لبنائها وأنفقوا أموالهم في بنائها ودافعوا عنها عبر العصور حتى آخر قطرة من دمائهم. هذا لم يُسمع في أي مكان إلا أنه “سُمِعَ في مصر”.
د- لقد “سُمِعَ في مصر” وحدها أن طفلًا يؤخذ من والديه بالتبني، الأمر الذي حدث بناءً على توصية من كاهن الكنيسة التي وُجِدَ الطفل ملقى في حماماتها، يؤخذ الطفل ويودع في دار إسلامية لرعاية الأطفال الأيتام بعد أن ربته أمه وأبوه بالتبني في جو أسري بهيج وأصبح عمره ٤ سنوات وصار لهما كل حياتهما، والسبب في هذه الفعلة المشينة هو أن الشريعة الإسلامية تحرم التبني، لأسباب كثيرة عدَّدها شيخ الأزهر الطيب نفسه وكتبتُ عنها مقالي المعنون “قصة الطفل شنودة”.
هـ – لقد “سُمِعَ في مصر” وحدها أن تدخل مريم الطالبة المسيحية المتفوقة، والتي هي دكتورة صيدلانية الآن، تدخل امتحان الثانوية العامة وترسب لأنها حصلت على صفر في مادة اللغة العربية، ولا يتم التحقيق في حالتها، ولا أحد يجيب على أسئلة كثيرة تملأ الرأس حتى المريض، فكيف تحصل هذه الطالبة المتفوقة على صفر، بينما حصلت على درجات عالية في بقية المواد؟ وغيرها من الأسئلة الكثير وخاصةً أن هناك من الأدلة العلمية والمنطقية الكثير ما يؤكد أن ورقة الإجابة المكتوب بها الصفر ليست ورقتها. ومن بين هذه الأدلة أن والد الطالب المتهم بسرقة درجات مريم كان يعمل كرئيس لجنة من لجان الامتحان التي يمتحن فيها ابنه ومريم في نفس الوقت، وهو الأمر المخالف للقانون والذي هو كغيره الكثير من القوانين التي وُضِعَتُ في مصر لكي لا تطبق أبدًا، وإن طُبقت تطبق فقط لصالح فئة خاصة من المواطنين المسلمين.
وـ أما عن الكنيسة في مصر وخاصةً الكنيسة الإنجيلية عامةً فحدث ولا حرج، فرئاسة الكنيسة الإنجيلية تتكون من 19 مذهبًا مختلفًا لكن لم يتولَ رئاستها ولا يمكن أن يتولى رئاستها غير شخص مشيخي منذ عام ١٩٠٥. والعجيب أنه تُجرى انتخابات لاختيار رئيسها كل ٨ سنوات وكأنها تمثيلية سخيفة كتلك التي عشنا فيها في مصر منذ ثورة الضباط الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “الضباط الأحرار” حتى اليوم. نعم، هناك صندوق انتخابات وناخبون وأصوات يدلون بها في ذلك الصندوق اللعين الذي تفوح منه رائحة الغش والكذب والمحسوبية ويحيط به المصلحجية وأصحاب التميز المذهبي، فهو لا يختلف كثيرًا عن غيره من صناديق الانتخابات الحكومية والتي يعرف الجميع مَنْ هو الفائز فيها قبل فوزه. فقبل ثورة ٢٠١١، كان الانتخاب أو قُل الاقتراع يجري على شخص واحد فقط، لا شريك له، ليكون رئيسًا للجمهورية المصرية، أما بعد ثورة ٢٠١١ فقد أصبح باب الترشح وباب الاختيار مفتوحًا لأكثر من مرشح واحد لكن ليس من المهم أن يكون مَنْ اختاره الشعب هو الرئيس، وليس من المهم مَنْ الذي حصل على أعلى الأصوات، شفيق أم مرسي، لكن المهم هو مَنْ تريده أمريكا والإخوان المسلمين وطنطاوي وشركاه وما إلى ذلك، وهكذا الحال في الكنيسة التي تعرف فيها أن الفائز برئاسة الطائفة الإنجيلية من المذهب المشيخي ليس إلا وهذا الأمر “سُمِعَ في مصر” فقط .
ز- “سُمِعَ في مصر” فقط أن كنيسة تعيش في خوف ورعب من المسلمين، سواء من قادة البلاد المصرية أو المسلمين المحيطين بها في المصالح الحكومية والعمارات السكنية وأرصفة الشوارع والطرقات، ونفس هذه الكنيسة المرتعبة الخائفة هي التي تعمل موائد الرحمن للقادة والمسئولين من مختلف المصالح والهيئات وخاصةً الأزهرية والحكومية والبوليسية منهم، كنيسة في قرارة نفوس قادتها وحسب تعاليمهم الكتابية وغير الكتابية أن الروح الذي أوحى للمسلمين بتعاليم ديانتهم هو روح ضد المسيح، حيث إن هذا الروح المؤسس لديانتهم لا يعترف بتجسد المسيح أو إلوهيته ولا صلبه وقيامته، لذا فهو حسب التعريف الكتابي هو روح ضد المسيح، ثم يصوم هؤلاء لروح ضد المسيح الذي يعرفونه هم باسم الله فيقوم القسوس والكهنة ورؤساء الطوائف بتقديم إفطار لهم بعد صومهم لروح ضد المسيح، ويستخدمون ما أعطاه لهم الله من مال المسيح ووقت المسيح وإمكانيات المسيح وإخوة وأخوات المسيح ليطعموا أتباع روح ضد المسيح، وهذا الأمر أيضًا “سُمِعَ في مصر” فقط.
ح ـ كنائس لا تؤمن بلاهوت المحبة الحر الذي ينادي ببر موازٍ لبر المسيح، ولا تؤمن بالصوفية أو التعاليم الصوفية، ومع ذلك تستضيف هذه الكنائس المنادي بلاهوت المحبة الحر، والمؤسس لحركة الصوفية المسيحية في مصر قد تحدى الجميع وكتب تعريفًا له ولعمله وخدمته على صفحاته في الفيس بوك “مرنم صوفي” ولم يرفعه من على صفحاته إلا بعد أن هاجت الدنيا ضده ونصحه الأصدقاء والأحباء بشطبه من تحت صورته، وبالرغم من كل ذلك تدعوه كنائس كثيرة ليقف على منابرها، ويعلِّم شعبها من خلال ترانيمه التي كانت يومًا ما تُكتب وتُلحن وترنم بواسطته لإكرام وتمجيد اسم المسيح وحده، والتي كانت تخلو تمامًا من “واحد سابح رايح لله، يا محلاه بيقول الله، يا الله، يا الله في الحضرة”. ويستضيفه هؤلاء القسوس والقادة وهم يعلمون أنه ما زال مؤمنًا بالصوفية، وما زال يكتب عنها في السر والعلن، وما زال يعلِّم تلاميذه وأتباعه المغيبين روحيًا تمامًا نفس أفكاره الذي بدأ بها، ولم يعتذر عنها حتى الآن أو يتوب عن الإيمان والمناداة بها، والتي أجبرت مذاهب ومجامع كنسية على إصدار بيانات تتبرأ منه ومن تعاليمه. وبالرغم من ذلك، تقوم كنائس هذه المجامع بدعوته هو وفريقه للترنيم على منابرها، فيبث سمومه التي لا ينتبه لها الغالبية العظمى من سامعيه المغيبين ومرددي ترانيمه كالببغاوات دون فهم ليس لمعاني هذه الكلمات فحسب بل أيضًا لروح الصوفية التي كُتبت بها هذه الترنيمات والتي كُتبت معظمها بروح رابعة العدوية الصوفية والحلاج اللذين هما من قادة الصوفيين في العالم. وهكذا، من خلال تعاليمه وتعليقاته على الترانيم، يستخدم هو هذه الكنائس والمنابر المرحبة به لنشر أفكاره وأيضًا كدليل على بركة الرب له في الخدمة بسبب كثرة القسوس والكنائس والشعب المغيب الذي يذهب وراءه من كنيسة إلى كنيسة. ولا يكتفي بهذا بل يقارن الشعب الذي يمشي وراءه من الكنائس المصرية، مصر التي بها ٢٠ مليون مسيحي مصري، بالكنائس الإنجيلية في أمريكا وبعض بلاد المهجر والتي لا يزيد عدد الحضور بأكثرها ازدحامًا عن ٢٠٠ شخص على الأكثر بسبب قلة عدد المصريين في الولايات والمناطق الأمريكية وقلة المتحدثين بالعربية في مناطق معينة من الولايات الأمريكية. ولا يكتفي بالمقارنة ويبقيها لنفسه بل يرسل رسائل مكتوبة للأمناء من خدام وقسوس الكنائس الذين قاموا بدعوته وأتوا به من مصر لزيارة أمريكا لأول مرة في حياته، القسوس والكنائس التي وقفت في وجهه وكشفت أسراره وأعلنت شر تعاليمه ورفضتها وحاولت إيقاظ أتباعه المغيبين روحيًا ونفسيًا وطالبته بالتوبة والرجوع عنها، ليعيرهم أنهم لا يعظون لعدد كبير من الإخوة والأخوات بالمقارنة بما حوله من مغيبين، ويتهمهم بأنهم يحاولون تدمير خدمته، ويحذرهم بأنه رأى من قبل خدامًا كثيرين حاولوا تدمير خدمته فتدمرت خدماتهم هم، أما خدمته هو فازدهرت، ونسى أو تناسى أن أولئك الخدام الذي يكتب لهم في السر وعلى الماسنجر والواتس اب وغيرها رسائله المسممة يسمعهم حرفيًا الملايين على الفضائيات والفيس بوك، حتى لو كان عدد أعضاء كنائسهم لا يزيد عن ٢٠٠ فرد. يرسل صاحبنا هذه الرسائل لخدام صلوا ولا يزالون مصلين لأجله، متوسلين ومتضرعين للرب القدير أن يعيده إلى صوابه وإلى محبته الأولى للرب، وإلى ترانيمه التي ألفها يوم أن كان الروح القدس ما زال يستخدمه، فكان بركة للآلاف ولكل مَنْ تعامل معه، هؤلاء القسوس الذين كانوا ولا يزال بعضهم يصلون ويسكبون الدمع في مخادعهم وأمام كنائسهم علنًا في اجتماعاتهم، حتى المذاعة على الهواء مباشرةً، أو في مخادعهم، آناء الليل وأطراف النهار، ويشهد القدير وحده عن صحة ما أكتبه الآن عندما “سُمِعَ في مصر”.
في ختام مقالي هذا، لا بد أن أذكِّر المؤمنين الأتقياء بأن كل هذا الذي كتبته وقد “سُمِعَ في مصر” ما هو إلا من فعل روح الغي الذي قال عنه الكتاب المقدس إن الرب مزجه في وسط أرض مصر فأضل وجوه أسباطها فترنحوا كترنح السكران في قيئه. ولن ينصلح حال مصر إلا إذا اكتشفت الكنيسة وقادتها ما يعمله روح الغي في وسطها، واستخدمت الكنيسة سلطانها في محاربته بالأسلحة الروحية القادرة بالله على هدم حصونه هو وروح ضد المسيح وكل روح يرتفع ضد معرفة المسيح في أرض مصر.